نرفض خطة ترامب الداعية لإفراغ قطاع غزة وإلزام الحكام العرب بإعمار مادمره جيش الاحتلال

صحيفة الهدف

انتبه ياشعب السودان مايحدث من حرب في غزة والسودان، إنما هو جزء من مخطط واحد

✍🏽خالد ضياء الدين

دفاعنا عن شعب فلسطين في هذا الظرف الإقليمي والداخلي، الذي نمر به في السودان يؤكد وعينا بحقيقة المخطط الصه-يوني المدعوم بمباركة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، القاضي برسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، سينال السودان القسط الأوفر منها خسارة في أرضه ووحدة شعبه ومواردة، ولا أبالغ إذًا قلت أن مايحدث الآن  وسيحدث لاحقًا في قطاع غزة من تشريد وقتل وتجويع سننال مثله وأكثر في السودان، إذا اعتقدنا أن غزة بعيدة وسوريا لاتعنينا والصومال غير ذات أثر ولاتحتاج أن نفهم تعقيداتها.

▪️بحسب ما جاء في موقع “اكسيوس” الأمريكي، أن الرئيس الأمريكي “ترامب” اطلع مجموعة من الحكام العرب والمسلمين يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 على هامش القمة متعددة الأطراف عن (مخططه) لإنهاء الحرب في غزة وإدارة مرحلة مابعد الانتهاء من حماس، ولم يخف ترامب رغبته في إنهاء الحرب عاجلًا ليس لأجل أطفال فلسطين، إنما لأن استمرارها يزيد من عزلة “اسرائيل” دوليًا!

▪️أفكار ترامب طورها له صهره “غاريد كوشنر” ووضع عليها رئيس وزراء بريطانيا السابق”توني بلير” يده لتخرج كمخطط متكامل يعبر عن وجهة نظر استعلائية استعمارية مستبدة.

المخطط من 21 فقرة، أهمها، إنها تدعو الى:–

1/إطلاق سراح جميع الأسرى الرهائن من جنود الاحتلال، يقابلة انسحاب تدريجي من قطاع غزة(غير محدد فترته).

2/طرح خطة تشمل آلية حكم في غزة بدون مشاركة حماس والفصائل المقاومة، مع إنشاء قوة أمنية تضم فلسطينيين وجنود من دول عربية ومسلمة، على أن توفر الدول العربية التمويل والتدريب للإدارة الجديدة(المشتركة)

3/ أن تقوم الأقطار العربية  بإعمار مادمرته “اسرائيل” في قطاع غزة!

▪️من الواضح أن (مخطط) ترامب تجاوز تمامًا إرادة الشعب الفلسطيني في حق تقرير مصيره وتشكل حكومته.

أيضًا تجاهل وجود الفصائل الفلسطينية المقاومة، كما لم يعطي الشعب، الذي سيرفض مخططه الجائر أي اعتبار.

ومن الغريب أن ترامب ومن استعان بهم، لم ينبث أحدهم ببنت شفة على مادمره جيش الاحتلال وعن آلاف الش-هداء والمصابين، الذين ماتو جوعًا وعطشًا نتيجة الحصار الجائر، الأمر، الذي سيشجع المتطرفين الص-ها-نة لمزيد من القتل والتدمير.

▪️باختصار مخطط ترامب يسعى لفصل قطاع غزة عن فلسطين ويضعها في حكم الانتداب الذي ادي من قبل لضياع فلسطين بعد وعد بلفور، الان يراد ان يكون بيد حكومات عربية عميلة ومسلمة تابعة.أيضًا يهدف إلى إفراغ غزة من شعبها لصالح تمدد كيان الاحتلال، ففي آخر تصريح للمتعجرف “ترامب” قال أنه يبحث عن دولة جارة تستضيف أبناء غزة لحين الانتهاء من الإعمار، وهذا دليل على إصراره على إفراغ غزة من سكانها!

▪️في مقال للكاتب الأمريكي “ديفيد إغناتيوس” في “واشنطن بوست” وصف مخطط “ترامب” بالتحريضي على المنطقة وقال أنه سيتسبب في اضطرابات كبيرة في دول الجوار الفلسطيني وقد يقود الفلسطينيين في الضفة إلى انتفاضة جديدة ترفض التقسيم والوصاية.

▪️إن مايحدث في فلسطين وتحديدًا في غزة من دمار وقتل مقصود به تهجير الفلسطينيين من غزة كمرحلة أولى، وذلك ضمن المخطط، الذي أشرنا إليه سابقًا في أكثر من مقال، المسمى ب(الشرق الأوسط الكبير)، الذي يهدف لخلق دويلات جديدة في كل من السودان، ابتداءً بفصل الجنوب وتشجيع قيام حكومة في غرب البلاد تمارس مهام دولة موازية يحمل سكانها(جواز خاص وهوية وأوراق ثبوتية) يشجعهم في ذلك قرارات عشوائية بمنع الجوازات وعدم تجديدها وقوانين فطيرة مشبوهة للوجوه الغريبة!

أيضًا سيتم تقسيم أقطار عربية مذهبيًا وإثنيًا (العراق /اليمن /ليبيا/….الخ). يؤخذ من قطر لصالح قطر آخر على ان تدخل تركيا وإيران (وإسرائيل) كمصادر قوة جديدة خلفًا (للعراق وليبيا ومصر)من بعد التطبيع القسري مع الحكومات العميلة، تمسح من بعده خارطة الوطن العربي القديمة لصالح الشرق الأوسط الكبير الجديد، الذي يمكن من خلاله القيام بعمليات ناجحة لاستنساخ دويلات جديدة بحيث يصبح الخارطة تحمل حوالي 30 دولة بدلًا عن 22، تتداخل من خلالها الأولويات وتتصارح حول الفتات.

▪️السودان ليس بعيدًا عن عيون “إسرا-ئيل ” ومخططها التوسعي الاستعماري، وهي، التي تقول علنا “حدودك يا اسرائ-يل من الفرات للنيل”. وهي التي امتدت يدها أكثر من مرة لتقصف الخرطوم وبورتسودان، وتلتقي سرًا وعلانية مع قادة الجيش في التصنيع العسكري وفي عنتبي بيوغندا، كما تلتقي مع قادة سياسيين وقادة مليشيات لوضع السودان ضمن قائمة ترتيبها، اما بازعانهم للتهديد بكرباج القصف بالطيران، أو بالاستمرار في رمي مزيدًا من الحطب على نار الحرب الدائرة بهدف إضعاف إرادة الشعب السوداني وإرهاق الجيش وعدم السماح بتحويله لجيش مهني قوي بلا مليشيات تنازعه القوة وتمتلك الجيوش الموازية، وإفناء الشباب في حرب “كريهة” انقسم الشعب بين مؤيد لهذا أو ذاك بينما هي في الأصل ضد مصالحه ولهدم بنيته التحتية ولنشر خطاب الكراهية وتحويله لشعب جائع يستجدي اللقمة ويبحث عن المحاليل الوريدية وخيم الايواء، ولفت إرادته المعلومة الرافضة للص-هيو-نية.

▪️بكل أسف استلمت بعض حكوماتنا العربية والمسلمة (أوامر )ترامب، بعضها أعلن تأييده مخفيًا عورته بالحديث الفطير عن ضرورة وقف الحرب في غزة. وبعضها وافق من سكات على طريقة العزراء في خدرها.

أما الشعب العربي الحر والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، معهم كل أنصار الحق في أمريكا أوروبا وآسيا وإفريقيا، وفي كل بقعة نائية في الكرة الأرضية سيرفضون مخطط التقسيم، وها قد بدأت بشائر الخير تترى وقد خرجت الملايين في الأمريكيتين وأوروبا وأفريقيا في مظاهرات مليونية أشعلت الخوف في قلب “نت-نياهو وترامب” وغيرهم عندما جابت الشوارع تضامنًا مع شعب فلسطين، وسيرت أسطول دولي لكسر حصار غزة، كذلك عندما انسحب الشرفاء ممثلين الدول الداعمة للحق الفلسطيني عند تقديم ممثل كيان الاحتلال لكلمته في المنابر الدولية.

▪️ كل ذلك يجعلنا أكثر قوة من ذي قبل وأبعد من الاستجابة لرسائل اليأس، الذي لم يدخل صدورنا عندما كنا نقاتل (وحدنا) تحالف الاستعمار (الص-ه-وني البريطاني الأمريكي).

لذلك على ترامب أن يستعد لمواجهات في عقر داره من الشرفاء الأمريكان وهم بالملايين خاصة وسط شباب الثانويات والجامعات والمثقفين والفنانيين نجوم المجتمع، وعلى الحكام العرب والمسلمين الذين يوافقون على مخططه أن يتلمسوا الوضع تحت كراسيهم فالأرض تحتهم صارت لزجة.

▪️ وعلينا نحن كشعب أن نعي، أن حرب السودان هي جزء من حرب غزة، سبقها احتلال العراق، ثم ليبيا وحرب سوريا والصومال، وهي مرحلة متقدمة قد تستهدف بعدها أقطار عربية ومسلمة أخرى يعتقد حكامها أن جبل “ترامب” سيعصمهم من الطوفان، فالمخطط كبير يتجاوز أحلامهم الصغيرة في الحكم والتوريث، يهدف أن (تتوهط) “إسرائيل” كمسمار في نعش عروبتنا وإفريقيتنا، وتمد لسانها النتن إلى إنسانيتنا، لذلك دفاعنا عن غزة، ورفضنا لمخطط (ترامب) إنما هو (خطنا المتقدم) في دفاعنا عن وحدة السودان ضد التهجير والقتل والتجزئة، وعندما نرفض تهجير سكان غزة برغم ظروفهم لانضن لهم بالأرض فهم في قلوبنا ونكحل بهم اعيننا، ولكن حرصًا منا على أن لاتفرغ فلسطين من شعبها، مثله حرصنا أن لا يصبج لجوء السودانيين في دول المهجر حالة دائمة تسمع لأعداء الوحدة الوطنية بتحقيق أغراضهم المتطابقة مع مخطط (ترامب ونتنياهو)، هو موقف يدعونا أيضًا وبمثل ذاك الوعي النظر بعين البصر والبصيرة لمعركة (المصير الواحد والهم المشترك) في المطالبة بالتهدئة في جمهورية جنوب السودان بالعودة للسلام ووقف القتال وإطلاق سراح المعتقلين والنهوض بالعملية السياسية والاقتصادية، وبالدعوة لعودة ليبيا حرة بجيش واحد وشعب واحد، وهو تضامن مع كل أحرار العالم ضد تحالف الاستعمار مع الراسمالية الطفيلية المحلية.

إن لم نفهم الدرس هكذا سنؤكل يوم يؤكل الثور الفلسطيني الأبيض . وسنفقد جزءً عزيزًا آخر من أرضنا، إذا قبلنا بضياع غزة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.