الكيان خرج عن حركة التاريخ

د. فالح حسن شمخي
كاتب من العراق

ليس هناك أي ضير في مناقشة كما الأفكار المجنونة وأحلام اليقظة في زمن العبث واللامعقول وإبادة الأطفال والنساء وكبار السن والمتاجرة بالأولاد والنساء وانقطاع التيار الكهربائي في بعض الدول الأوربية، ومنجزات الأيام المئة من حكم المبجل الحكيم العاقل ترامب رئيس أقوى دولة في العالم.
الصبيان في العراق عندما ينفعلون يتحركون وفق مبدأ يقول ( لو العب لو أخرب الملعب)، والطفل الغني الذي يملك كرة اشتراها له والده كان يدعونا نحن أبناء الفقراء الذين لانستطيع شراء كرة للعب معه، وأثناء اللعب يتصرف كما تتصرف الطبقة البرجوازية مع العمال وكما يتصرف الإقطاع مع الفلاحين ، يتحول هذا الطفل المدلل إلى سيد الملعب يقرر مايشاء ويهدد بأخذ الكرة لأن الكرة ملكه، جيلنا يتذكر ذلك.
الكيان الغاصب يتصرف وفق منطق (ألعب أو أخرب الملعب) ، حينما بات جليًا له بأن أمريكا تفكر وتخطط وتتصرف من غير التشاور معه وتتصرف في تقسيم المنطقة استنادًا إلى مبدأ الشرق الأوسط الجديد ، فهو على سبيل المثال لم يعرف أن أقطاب حكومة ترامب تتحاور مع حماس وإيران سرًا وأنها ستصافح إيران وتنهي الأمر بجرة قلم كما يقولون بعد أن تعطي الحق لإيران للتصرف بالعراق واليمن وشيء من لبنان، وتعطي تركيا حق التصرف بسوريا وشمال العراق، هنا، هنا، وقف الطفل المدلل حائرًا أمام حصته بالكعكة التي تقسم ، وحائرًا بما يفعله مع ترامب، بعد التفاؤل بمجيء ترامب، الذي أصدر قرارًا بشأن القدس والضفة الغربية لصالح الكيان، السؤال هل يكتفي الكيان بذلك ؟ والسؤال الثاني هو، ماالذي يدور في ذهن ترامب عن مصير غزة ؟ تلك الأسئلة والحيرة جعلت الكيان يتصرف كالطفل المشاكس في العائلة فهو يحاول تخريب اتفاق أمريكا مع إيران، ومن جانب آخر يريد أن يتقاسم الحصة في سوريا مع تركيا، أما لبنان فيعتقد هي له (تحصيل حاصل ) ، تدخله في سوريا وقصفه على مقربة من القصر الجمهوري السوري يدل على فقدانه الصواب، أنه تحول مشاكس يتصرف بهستيريا وكما يقول العرب ( أسقط في يده )، فالقرار كما يبدو قد اتخذ من الدولة العميقة بتهميشه وهناك احتمال بأنها تقرر الاستغناء عنه لأنه أصبح يسبّب لها خسارة في المنطقة أكثر من الربح، نعم هو يملك طائرات وسلاح تدمير أمريكي لكنه لايملك جيش يستطيع نشره على الأرض مثل الجيش التركي والإيراني، وهو عاجز عن احتلال غزة بجغرافيّتها المعروفة، لذا تحول كلب مسعور أجلكم الله، يعوي وينهش الرايح والجاي، فقصف لبنان وسوريا عن بعد لايعني بأي شكل من الأشكال انتصار ، والخطابات الرنانة بدعم الدروز والعلويين كلام فارغ ، وذوبعة في فنجان .
فالكيان أصبح خارج التاريخ جراء الوعي الذي انتشر بين شبيبة وفنانين ومثقفي العالم ، الوعي الذي جاء نتيجة الإبادة الجماعية التي مارسها الاحتلال على الشعب العربي في فلسطين المحتلة، أصبح الكيان خارج التاريخ عندما ناقشت محكمة العدل الدولية جرائمه، وأصدرت الجنائية الدولية عقوبات بحق مجرميه، أصبح خارج التاريخ، نتيجة إرادة و صمود أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وإرادة الله وثورة الطبيعة والصراعات الداخلية والخسائر الاقتصادية، والهزيمة النفسية وهبوط الروح المعنوية .
أخيرًا قد تكون فكرة مجنونة لكنها تصلح للمناقشة والتفكير ، أما موضوع تقسيم الوطن العربي استنادا إلى مايسمى بالشرق الأوسط الجديد والديانات الإبراهيمية ومشروع كوشنير ومنتجعات غزة فهي أفكار أكثر جنونًا من فكرتي لأنها ستتحطم على معرفة ووعي وإرادة الشباب العربي من المحيط إلى الخليج ، والقدوة والرمز والراية، هي شباب غزة والضفة الغربية وفي المقدمة جنين.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.