أبو التيتي

صحيفة الهدف

علي الدوش

#آراء_حرة

“أبو التيتي” هو مصطلحٌ تعارفنا عليه في صغرنا، ويعني رجوع الصوت (الصدى).

عد بابكر… عطبرة… الدبة… وتجدد هواجس المسيّرات الاستراتيجية الحاملة للصواريخ، بما يقلق مضاجع المواطنين في مقارِّهم الآمنة. التفلتات المحمية بقوة السلاح، والقتل لأتفه الأسباب. لا يُمجّد غير البندقية، ويُضعف براحات الأمن والسِّلم المجتمعي داخل جغرافيا كانت تمجّد القلم وتمقت السلاح أياً كان نوعه.

مرت ثورة ديسمبر، وغرست في نفوس الشباب والأطفال روح التطلع لبناء الوطن. حملوها شعارات وأهازيج تُطرب وجدانهم حينما يرددونها، وهم متألقون بآفاق الحرية والسلام والعدالة، ذات البعد الإنساني المعتّق بأريحية الثقة في الذات، والمقدرات الاستراتيجية التي يحتويها وطن الثورة بجغرافيته المتميزة بتعدد المناخات، واتساع الأراضي الخصبة التي تتدفق فيها الأنهار بمياهها العذبة.

لكن سرعان ما جاء انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر على مسارات الثورة، فانقلب الطبق رأساً على عقب، فتبددت الأحلام، وضاعت الآمال تحت شعار: “بس وجغم بس”. لينعق غراب البوار في ساحات الوعد والتمني. فأصبح من كانوا مشاعل للتمني والأحلام برغد العيش، لا يُكملون نومهم بهدوئه المألوف. سيّما لو رأوا شهاباً مرسلاً، فيتبعونه بأبصارهم إلى أن يختفي، لتصعد في مخيلتهم مسيرة قد تأتي لتفسد عليهم أحلامهم الغضة. وهم يتساءلون: متى تتوقف هذه الحرب؟ ومن هم الذين يطلقون شهب الموت الدامي عبر المسيّرات حين سكونهم؟

أوقفوا الحرب، ولو في مخيلة الأطفال. واتركوا لهم سوانح التطلع الإيجابي. حينها سيبنون وطناً، يرتادون من خلاله الأعالي بين الأمم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.