
*نقلا عن يوميات علوب للأخ والصديق الإعلامي الطيب عبدالماجد*
#مختارات_الهدف
#الهدف_منوعات
**(حتى القمر غار من صفاك)**
من **(بارا)** هذه المرة، الشمس تشرق غرباً.
**(وقيامتنا قامت)**… بظهور شاعر مختلف وموهوب حقيقي و”زول جميل”.
و**(بارا)** شأنها شأن أي مدينة سودانية، تحمل ملامحها الخاصة و”ريحتا البراها”، وما سمعنا عنها غير كل خير. فاكسبت شاعرنا هدوءها وسكينتها وخصوصيتها، فكتب وتثنّى، استنطق وتأنّى، فوصلت حروفه شلالات من الفرح ودفقاً من المشاعر لكل الأصقاع. فكان مختلفاً ورقيقاً، وديعاً وبديعاً.
وليمون بارا…
**عثمان خالد** شأنه شأن الكبار، لم يصنع لنفسه هالة وضجيجاً، فتسلل كما القمر ظهوراً وشعاعاً، وكان كاللوحة لوناً وإبداعاً. وبمجرد إطلالته، ظهر متمرداً على الحروف والكلمات حتى تظن أنه تخطى الأبجدية، بيد أنه كان يُعمل فيها من عاطفته المتأججة وشعوره الفياض فترقص.
ياخ دا كتب **”إلى مسافرة”** لـ **(حمد الريح)**…
ومنذ ذلك التاريخ البعيد، كانت ولا تزال مطية العشاق ومن تفرقت بهم السبل في دروب الغربة المعقدة. فإذا تعثر الدخول لأحدهم أسوار **(قسيمة الريد)** خوفاً ورهبة، يناور بعيداً من أرض المعركة مستخدماً **(بالستيات حمد)** وياقلبي المكتوب كمد. فدكّ بهذه القصيدة حصون التقليدية في الشعر الغنائي وقتها بالخرطوم، وقفزت بـ **(الريح)** إلى الواجهة:
> “وفي شفايفو زي ياقوت ندر
> في شكلو زي نُص القمر”
**(ورينا لكن يا عثمان)**
ليستدير **”ود خالد”** ويلعب بـ **(الكعب)** هذه المرة ويصعد بلغته الشعرية عالياً ويأخذ **شبال** (تصفيق):
> “أهديك زهور… حاشاي أنت ندى الزهر
> أهديك حنان… ما قلبي عندك من زمان
> وأنا راجي عطفك منتظر
> وأهديك حروف ما قالها زول
> وما أظن يقولها وراي بشر
> أهديك عيوني عشان أستريح
> الدنيا بعدك ما بتسر… يا حليلو”
**أهديك عيوني..؟**
**(قفل الطبلون المعلّم دا)**
**(وسايقها عثمان)**
والله يا حليلك أنت البتكتب بهذا البهاء والبزوغ. كتبها وهو في بواكير العشرينات من عمره!!
**(دفعته الوقت داك يلعبوا صفرجت)**
ما داير أجيب سيرة **”أب عشرين”**
**(ما قلت ليكم فلتة)**
له أربعة دواوين، وأغنياته شحيحة قياساً على منتوجه الشعري الكثيف، لكن أي أغنية فيهم قصة وحكاية، لذلك غنى له الكبار ونقلوا حروفه للناس فنزلت علينا برداً و**(غمام)**.
غنى ليهو **(صلاح بن البادية)** **”رحلة عيون”** فنسينا روحنا وكل الحروف الفي الخيال:
> “ننساك..؟
> أنت أنت بتتنسي..؟
> ما إنت روحنا وحبنا
> سافرنا في عينيك ولسة قلوبنا بيك متجننة”
يا زوول
> “حتى القمر حوله النجوم
> اتلفوا فيك اتغزلوا
> وقالوا الجمال يا غالي بيك
> كانت نهايتو وأولو”
**(شوف عثمان دا بلعب وين)**
**(ود البادية)** طلع بيها فوق ولم يأت بها **(الدايمة)**، خلانا بين السما والواطة والدايم الله:
> “وأصلو المحبين الحُنان..
> لا بنسوا لا بتحولوا”
ولم يجد **(الكاهن) (عثمان حسين)** مفرّاً من أخذ حظه في بستان الرجل فتغنى له. وعثمان حسين لما يلقى كلمة حلوة ينفث فيها من عطره رحيقاً فتتفتح، فوجد ضالته في **”ست البنات”**، تغزّل فيها حتى طارت:
🎼🎻
**(تمري بي عهد الرشيد.. ويغني ليك الموصلي)**
نحن كفانا تغنيها لينا أنت بس يا **(أبو عفان)**… وقد كتبها هذا الكبير.
وكان لقاءه مع **(عبد العزيز المبارك)** مذهلاً ومُلوّعاً ومُهيباً! فقد التقى ساحر **(بارا)** بكروان **(مدني)** داخل الصندوق، ولعب عثمان خالد في **(بيت اللعب)**، الكرة دي. (فقاعدة الجزيرة تعتبر إحدى قلاع الإبداع الحصينة في السودان).
لكن الموهبة الساطعة والحضور الأخّاذ مكّناه من الدخول، وخلّاه **(يتجدّع)** في شوارع مدني!!
**(بارا)** جات برمالها و**(الجزيرة)** شايلة أزهارها، في اقتران نادر للشمس والقمر، وأغنية من كوكب آخر، فضربت **(بارا) (السني)** بوابل من **(الإحساس)** في **(انقلاب)** عاطفي قاده المتقد **(عثمان خالد)**.
و**”بتقولي لا”**..!
**(صفق الذواقة وانتبه السودان)**…
🎼
> “ووحياة شبابك ذبت في عينيك حنان ومغازلة
> سافرت في رحلة مشاعر ملهمة ومتأملة
> وبتقولي لا “
🎼
> “حتى القمر غار من صفاك واصبح يردد في الصلاة”
**(دي ياها المس.يرات البنعرفها)**…!!
جاية من **(بارا)** وض.ربت **(مدني)** وضرب.تنا كلنا، فقلنا هل من مزيد:
🎼
> “وشفتا الورود من وجنتيك غيرانة جات متوسلة
> حتى القمر غار من صفاك واصبح يردد في الصلاة
> وبتقولي لا..!!”
**(لا لا لا لا لا…. كدا كتير يا عثمان)**
**(عبد العزيز المبارك)** **(مُبهج)** يسكب من روحه في الأغنية فتتحرك، و**(باص) عثمان (باص قون)**…!!
**(لقد حلّق الرجل)** وارتقى **(عزيز)**. والله فوق مدني
**ويا إخوانا شيلوا الجلالة**…..
**(عثمان خالد)** كان يعمل في **بنك السودان** **(بانكر)**، لكنه يحسب ويعد الأحلام وليس الأرقام، لذلك كان هذا الثراء الفاحش في اللغة والنظم والأدب، والخيال!!!
غنى ليهو **(محمد ميرغني)** **”سمحة سمحة صيدة”**. و**(محمد ميرغني)** دا لما يغني لا تمتلك إلا أن تهتز طرباً، فهو يستهدف الشعور ويجري جراحة القلب **(المفضوح)** ببراعة يُحسد عليها ويملأه ورداً وحباً. ويقفل على كدا… فما بالك إذا كان معاه استشاري التخدير **(عثمان خالد)**؟
**(ترقد بس عشان ما تموت)**
> “وما جارتنا بت حارتنا وبنريدها”
وحب **(بت الحلة)** دا أزلي… بكون من بعيد بعيد بـ **(الريموت كنترول)**.
**(رقاد ديجيتال)**
فقوانين الحلة واضحة وصريحة في هذا المنحى: **هنا حقول (أنغام)… ممنوع الاقتراب والتصوير**
**(تكشف بس)**
**(هسا بكون أي واحد فيكم اتذكر ليهو (ناصية) من حلتهم)**…
> “ومرت بالروح زي نسمة..
> لوحة فنان وجمال رسمه
> يا حلاة خطواتك في دربنا
> تنعش حارتنا وتطربنا”
**(شوف السودان دا حلو كيف)**
اشتقنا للسودان ياخ….!!
> “والبي العصر مروره”
> “وعشان خاطرنا
> خلى عيونك الحلوات تخاطرنا
> ولما تمري…
> أبقي أقيفي واسألي عن مشاعرنا”
**إنا لله ياخ**…..
دا كمان **(مصطفى سند)** شاعر البحر والبر وكل المواسم صيفاً ربيعاً وخريفاً، جزل ومتدفق وحريف. يكتب بريشة ساحر ويرسم بريشة فنان. فالرجل يتدفق موهبة ويتجلى سطوعاً…!!
لاقى **(ود ابنعوف)** في الأغنية دي، الاتنين اتأهلوا للنهائي:
> “و**مال هذا البلد المعيون بقدر هذه الشموع يزرف كل هذي الدموع**”
إلا الله في…!!
ليلتقي الباذخ **(عثمان بارا)** مع **(بنات طلسم)** في المسافة صفر…
تمايلت **(البلابل)** بكلماته ذات اليمين وذات اليسار:
**(ملنا كلنا)**
> “وميل وخلي العالم يميل”
وقدلن بهديتو الباهية **(سلافة الفن)**:
> “وزيد عمرنا محنة لينا منها طوله
> لملم إنت حزنا بابتسامة وقولة”
فكانت سلوى المعذبين وتعويذة ضد القبح والاستياء وترياقاً أمام البؤس والشقاء وباباً للفرح والجمال. **والله بدي الجنة**…!!
و**(البلابل)** تنقلن بين الضفاف وحلقن بجناح **(عزة)** في سماء هذا البلد العريض وملأن الفضاء شجناً ولحناً ونشيداً.
**عثمان خالد** دا كتب في **(العميري)** لما مات:
> “مظلوم فارقت مسارح الناس..
> مشيت لعوالم ترضيني..
> يا زول مجنون بالفن مسكون..
> يا مفرح ومبكي وهايميني..
> دي عملتها كيف يا شقيق القلب..
> مش وعدنا إنك ترثيني!
> مش كان الأوقع يا مجنون..
> إنو يعزوكا وتنعيني”
**(سحاب طقش سحاب)**
في لقاء كردفاني صرف: **(بارا X الأبيض)**… والنتيجة بيضاء! فيا لبهاء **(المعزي)** ويا لجلال **(الفقيد)**! 🙌
ولم ينسَ **(خالد)** محبوبته **(بارا)** رغم انتقاله إلى **(أم درمان)**…!!
وأم درمان دي لو جيت ماري بيها ساي بتهبشك، خلى تدخل… فجمع الحسنيين.
وقال لـ **بارا**:
> “واقول يا بارا فيك أبيات
> أعطر كل فاصلة أنيقة من الفرحة بالدمعات
> بحبك.. وإنت أصلك حب عميق ما بتوصفه الكلمات
> دا حب عمره طويل واهباه.. ما حب يوم ولا ساعات”
غنى للمشاعر والجمال والإنسانية والبلد والناس:
> “وأنا يا بلد
> مديت حبل الذكرى
> فوق غيمات كتاف اتمددت
> راودني منك ومن هواك
> صوراً يبكن ويبهجن
> أنا يا بلد
> أنا بس بحبك إنت جد”
**إنت جاااادي**…
**(دي شنو السماحة دي)**
وهكذا كان **(عثمان خالد)** سابقاً لزمانه، عالياً في مكانه، مرهفاً درجة الذوبان، ومتدفقاً كما السودان، متمكناً دون علو، **متسلطناً**!
والحب سلطان
صحي يا **(خالد)**…
وبتقولي لا
#عثمان_خالد #شعر_سوداني #أغاني_سودانية #بارا #الخرطوم #حمد_الريح #عبدالعزيز_المبارك#صلاح_بن_البادية #الفن_السوداني #آداب
Leave a Reply