هل انتهى عصر الدولار؟ قراءة في الهزّات والتحوّلات الجارية

الهدف: المحرر الاقتصادي
#ملف_الهدف_الاقتصادي

يتعرّض الدولار الأميركي في عام 2025 لأقوى اختبار منذ عقود، وسط تقلبات اقتصادية وسياسية متسارعة تهزّ مكانته كعملة مهيمنة على النظام المالي العالمي. ورغم استمراره في السيطرة على معظم التعاملات الدولية، فإن مؤشرات عدة تُظهر تراجعًا تدريجيًا في دوره المركزي.

تشير بيانات صندوق النقد الدولي إلى انخفاض حصة الدولار في احتياطيات البنوك المركزية إلى حوالي 56.3% في الربع الثاني من 2025، مقارنة بـ 57.8% في نهاية 2024. وبحسب بنك جيه بي مورغان، تراجعت هيمنته من نحو 70% مطلع الألفية إلى 60% في 2022، في ظل سعي متزايد لتنويع الأصول بعيدًا عن العملة الأميركية. ويُجمع الخبراء على أن هذا التراجع ليس انقلابًا مفاجئًا، بل مسار بطيء لكنه عميق الدلالة على تحوّل بنيوي في الاقتصاد العالمي.

داخليًا، تواجه الولايات المتحدة عجزًا ماليًا متفاقمًا وديونًا متصاعدة تجاوزت مستويات تاريخية، إلى جانب اضطرابات سياسية متكررة تضعف ثقة المستثمرين. أما خارجيًا، فتقود الصين وروسيا ودول البريكس جهودًا حثيثة لتقليل الاعتماد على الدولار عبر استخدام العملات المحلية في التجارة وتسويات الطاقة، بينما سجّل مؤشر DXY عام 2025 أكبر تراجع له منذ 1973.

لكنّ السؤال الأهم: هل يعني ذلك نهاية عصر الدولار؟
الجواب: ليس بعد. فالعملة الأميركية لا تزال تُستخدم في نحو 88% من تداولات العملات العالمية وتشكل الغالبية في الديون الدولية. ومع ذلك، يبرز اتجاه واضح نحو نظام نقدي متعدد الأقطاب تغذّيه التكنولوجيا المالية وصعود اليوان الرقمي والعملات الإقليمية البديلة، إلى جانب مساعي أوروبا لتقوية اليورو وتعزيز استقلالها المالي.

تراجع الهيمنة قد يخلق فرصًا لتوازن مالي عالمي جديد، ويمنح الأسواق الناشئة هامشًا من الاستقلال النقدي، لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات معقّدة على الاقتصادات الضعيفة المرتبطة بالدولار. ومع أن التحول لن يتم بين ليلة وضحاها، إلا أن العالم يسير بخطى ثابتة نحو حقبة لا تتمحور حول عملة واحدة، بل حول تعدد مراكز القوة النقدية والمالية في مشهد عالمي جديد قيد التشكل.

#عصر_الدولار
#الاقتصاد_العالمي
#البريكس
#النظام_المالي
#اليوان_الرقمي
#أسواق_المال
#الديون_العالمية
#ملف_الهدف_الاقتصادي