
د.أحمد الليثي
#ملف_الهدف_الثقافي
ماركوس أوريليوس، آخر الحكماء الرواقيين، جلس على عرشٍ تهزه الحروب ويعصف به الطاعون.. ومع ذلك، لم يترك السلطة تبتلع إنسانيته.
كتب في خيمته على ضوء قنديل خافت أن الفضيلة أثمن من الذهب، وأن الحاكم لا يكون عظيمًا إلا بقدر ما يبقى إنسانًا.
كان يرى أن العرش امتحان للضمير، لا مكسبًا للذات، وأن المجد الحقيقي هو أن تظل روحك صافية وسط غبار المعارك.
أما نحن، ففي بلادنا اليوم نرى عروشًا خاوية تتكئ على الخراب.
رجال لم يقرأوا في دفاتر الضمير، بل في دفاتر الدم والمال.
يتنازعون وطنًا كان يومًا أوسع من أحلامهم الضيقة، حتى صار اليوم ضيقًا بأحقادهم.
لم يدركوا أن السلطة امتحان يرفع الإنسان أو يفضحه؛ فبدل أن يسموا فوقها، سقطوا تحت ثقلها.
التاريخ يعلّمنا أن العرش لا يصنع العظمة، بل يكشفها.
ماركوس أوريليوس بقي إنسانًا فوق العرش، أما نحن، فابتُلينا بعروشٍ أسقطت أصحابها إلى ما تحت الإنسان…
Leave a Reply