أصوات الموت في بلاد منتهية الصلاحية

شذي خليل
شاعرة من سوريا
#ملف_الهدف_الثقافي

منشغلةٌ عن الغرقِ، كلما سحبتُ جثةً للبحرِ من داخلي،
نبتَ شاطئكَ من العدم.
منشغلةٌ عن الموتِ في البلادِ التي انتهتْ صلاحيتها..
كلما قرأتُ سلاحًا، كلما تصفحتُ قنبلةً،
نزّت أشلاؤكَ من دمي.
منشغلةٌ عن الضحكِ بفمكَ،
كلما لعبتْ طفلةٌ على شفتيكَ، اتسختْ جميعُ ابتساماتي.
منشغلةٌ عني بتأليفكَ
كلما مضيتُ في كتابتك؛ محوت أثرًا مني.
ككل المجانين الذين انزلقوا من عصرِ الحداثة
أستمعُ لزقزقةِ فنجانِ القهوة،
أشربُ بهدوءٍ، عاصفةً تخرجُ من جلدي.
ككل النحاتين عديمي الجدوى
أختار صخرة كبيرة بمقاس كوكب
أخلقُ العالمَ في سبعِ انتصاراتٍ مزيفة
انتصار عليك،
انتصار عليهم،
انتصار على المستحيل
انتصار على الحبّ
على النسيانِ،
على الذاكرةِ،
وانتصار مؤلم، على جسدي.
ماذا نقولُ للساكنين مساماتنا ؟
هل يكفي لهاثنا كي تخرجوا مع ملحنا ؟
كلُّ فجوةٍ أقولها في وجهِ هذا العالم
هي مكانٌ محتمل لغربتي