سكان مدينة النهود: نزوح نحو الوديان وترقب بعودة المواجهات

سيطرت قوات الدعم السريع في الأول من مايو الجاري، على مدينتي النهود والخوي، بولاية غرب كردفان، عقب انسحاب الجيش بعد معركة قصيرة، وشنت حملة اعتقالات واسعة وسط المدنيين، خاصة من تتهمهم بمساندة الجيش ومسانديه، ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأفلام قصيرة لتأكيد سيطرتها.
تسببت المعارك وعمليات النهب، التي شملت الأسواق وممتلكات المواطنين وقوائم البحث في هلع السكان مما أدى لنزوح أهلي ومغادرة قيادات إدارية وداعمين للجيش.
الآن حسب رصد “الهدف ” فإن سوء الأحوال المعيشية في المدينة تسبب في نزوح كثير من السكان للقرى والوديان المحيطة، بينما سجلت تقارير شح المواد الغذائية اعتماد السكان على تناول ثمار المانجو الخضراء، إضافة إلى شبه انعدام لمياه الشرب حيث بلغ سعر “الجركانة” 2000 جنيهاً، كما تلاحظ صعوبة حركة المواطنين بسبب ارتفاع اسعار الوقود، حيث وصل سعر جالون الجازولين 50 ألف جنيهاً أي ما يعادل 20 دولاراً ، الذي أثر في عدم توفر السلع الضرورية والمواد الغذائية وارتفاع أسعاراها.
تتداول الآن أخباراً عن استعادة الجيش سيطرته على منطقة الخوي في ولاية غرب كردفان بعد معارك عنيفة كما تناولت الأخبار المتداولة صباح اليوم احتمال اتجاه القوات غربا نحو مدينة النهود التي تبعد حوالي ساعتين بغرض استعادتها.
قوات الدعم السريع بدورها نفت فقدانها لمواقعها التي سيطرت عليها قبل أسبوع تقريباً وتوعدت بالتصدي العنيف حال تقدم الجيش والقوات المتحالفة معه بما يعرف بمتحرك الصياد.
قبل ثلاثة أيام أفصح الدعم السريع عن الإبقاء على نحو 50 سيارة بقواتها وتسليحها داخل النهود للحفاظ على الأمن بعد الوصول لتفاهمات مع زعيم أهلي تسمح بعودة النازحين وتكوين إدارة أهلية، في ظل موانع الاستقرار والتهديد بعودة المواجهات الذي يسيطر على أغلب السكان.
فيما أعلن أمس الأحد 11 مايو عن استعادة الجيش لبلدة سمسمية في غرب كردفان بعد معارك استمرت لساعات، وقد نقل تصريح ل “مني اركو مناوي” ، حاكم إقليم دار فور ،ذكر فيه بأنهم في الجيش والمشتركة قدموا تضحيات جسام خاصة في معركة الخوي.
الشاهد أن المنطقة الآن على صفيح ساخن وأن آلاف الجنود المنتشرين في صحراء دارفور وحول مدن غرب وشمال كردفان ينبئ بإستعدادات وإعادة تموضع لمعارك قادمة لفرض واقع جديد على الأرض، بينما يؤدي ذلك لزيادة أعداد القتلى والمصابين وسط المدنيين وزيادة أعداد النازحين، داخل وخارج القطر وخطر تمدد النفوذ الخارجي الداعم لأطراف الحرب.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.