
جاد الله علي موسى . . سيرة نضال
بقلم: د. عصام علي
كان لا يملك غير نفسه وحماره ولا يملك من الأدوات الإعلامية والترويجية سوى مكبر صوت (إسبيكر).
كان يمتطي حماره ويحمل مكبر الصوت الخاص به ويتجول فى شوارع وأزقة منطقة البسابير جنوب شندى والقرى المجاورة بصوته المجلجل ” أيها المواطنون الأحرار إنتخبوا مرشحكم جاد الله علي موسى”
فهو كان المرشح ومسؤول الإعلام ومسؤول التعبئة الجماهيرية لحملته الإنتخابية للبرلمان فى العام 1986م عن دائرة جنوب شندى، وبالرغم من إنعدام التنظيم الحزبي فى منطقته آنذاك الا إنه ارتضى خوض الحملة الانتخابية، كيف لا وهو المؤمن بالجماهير والشعب كوسيلة وغاية للتغيير ونظام الحكم.
قدم خلال حملته الإنتخابية إنموذج إستثنائي وبطولي في العمل النضالي والديمقرطي والجماهيري في زمن هزلت فيه النماذج النضالية وأصبحت ساقطة وممسوخة فلم يتخوف التجربة ولم يهاب كثرة الأعداء ولم يضنيه طول الطريق.
كان يعلم سلفاً إستحالة فوزه في إنتخابات غير متكافئة في منطقة جنوب شندي التي تعتبر مغلقة للحزب الإتحادي الديمقراطي وطائفة الختمية ولكنه خاض غمار الأنتخابات بهدف إستغلال مساحة الحرية والإستفادة من المنبر الإنتخابي لتعريف أهل المنطقة بأهداف ومنطلقات حزبه حزب البعث العربى الإشتراكي الفكرية والنضالية ولم يكتف بذلك فحسب بل ظل يقدم الواحدة تلو الآخرى من الرؤى والأفكار التي يمكن أن تسهم في تطوير منطقته الى أن توفاه الله.
له من أدوات وأساليب ترويض النفس ما لا يعرفها عنه الا الخاصة.
ألا رحم الله الرفيق جاد الله علي موسى رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا.
Leave a Reply