
حزب البعث يرفض ويحذر من التعامل مع الكيان الصهيوني
حذر حزب البعث العربي الاشتراكي في بيان، شديد اللهجة، اصدرته قيادة القطر في الرابع من مارس الجاري من مغبة السير والوقوع في فخ التطبيع مع الكيان الصهيوني.
واعلنت قيادة حزب البعث عن رفضها القاطع للقاء الذي جمع في الثالث من فبراير بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في مدينة عنتبي اليوغندية.
وطالب الحزب الجانب السوداني المتورط بالتراجع عما تم فيه.
وقال بيان البعث إن جماهير الشعب السوداني
صدمت: “وهي تتابع الأنباء من وسائل إعلام الكيان الصهيوني، عن لقاء عنتبي بين رئيس مجلس السيادة، ورئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو في 3/2/2020، بعد بضعة أيام من مصادقة الرئيس الأمريكي ترامب على الرؤية الصهيونية، لتصفية القضية الفلسطينية باسم صفقة القرن.”
واوضح البيان مبعث الصدمة بان: “اللقاء يتناقض مع الموقف الثابت للسودان من القضية الفلسطينية، ومن مشاريع التسوية والتطبيع في كل مراحلها وبمختلف مسمياتها، والتي لخصتها لاءات الخرطوم الشهيرة (لا صلح، لا تفاوض، لا سلام مع الكيان الصهيوني). وهو الموقف، الذي عجزت النظم الدكتاتورية المدحورة عن مخالفته، بما فيها نظام الانقاذ المباد، والالتحاق بقوى التسوية والتطبيع.”
واشار البيان الى ان: “إقدام رئيس مجلس السيادة، على ما عجز النظام السابق عن فعله، يشكل انتكاسة للموقف التاريخي للسودان، ردة سوداء على انتفاضة ديسمبر الجسورة، وعلى المهام الثورية التي طرحتها، والتي جعلت من السودان وتقاليد نضاله السلمية، راية، والهاما، لقوى النضال والتحرر على نطاق العالم، ونصيرا للقوى المناهضة لكافة أشكال الاستعمار والتمييز والعنصرية، ولمنطق الغزو والاحتلال، والتي يشكل التحالف الإمبريالي الصهيوني، المتناغم مع التوسعية الفارسية، بيدقها المتقدم”.
ووصف البيان اللقاء بانه: “يتموضع كخنجر مسموم في خاصرة الجندية السودانية، وتاريخها الكفاحي في قضايا المصير التحرري العربي الأفريقي، وتجاوز صريح لمهام الفترة الانتقالية التي أوردتها الوثيقة الدستورية، وخطوة لا تخدم سوى قوى الثورة المضادة، والمحاولات المستميته لقطع الطريق على استكمال مهام الفترة الانتقالية وتوفير متطلبات الانتقال السلس إلى الديمقراطية والتعددية.”
وقال بيان قيادة البعث: “إن محاولات قوى التخلف والتفتيت والتبعية، بنسج مبررات واهية، للتطبيع مع كيان الصهيوني العنصري، بالترويج لوهم ربط الأزمة الاقتصادية’ التي يعاني منها السودان، بالموقف الداعم للنضال الوطني التحرري الفلسطيني وتمسكه بكامل الحقوق الفلسطينية، وعلى كامل التراب الفلسطيني، لا يختلف عن منطق قوى التسوية والانحطاط الرسمي، والذي فضحته، التجارب الماثلة في مصر عقب كامب ديفيد، وفي الأردن عقب اتفاق وادي عربة، وفي فلسطين (عقب اتفاق اسلو)، وفي السودان عقب توريط النظام المايوي بتهريب يهود الفلاشا، وفي جنوب السودان بعد فصله عن الشمال.”
وحول الموقف من قضية العرب في فلسطين اكد بيان البعث: “تظل فلسطين، والموقف من عدالة قضية شعبها، ومناهضة الاحتلال والصهيونية، معيارا للموقف الوطني القومي التحرري، وبوصلة قيم الوطنية والدفاع عن المقدسات الدينية والحضارية، وعن عالم تتسيده قيم الحوار الحضاري ومناهضة الرأسمالية المتوحشة، والعنصرية والتميير، التي لا تتجزأ، ولا يكال فيها بمكيالين.”
وشددت قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي، على تأكيدها القاطع ورفضها ومقاومتها لهذا اللقاء، الذي قالت انه: “لا يتسق وتضحيات وأهداف انتفاضة ديسمبر الجسورة، والذي لا ينسجم مع سجل الوطنية السودانية وبطولات قواتها المسلحة”.
كما اكدت قيادة البعث: “رفضها ومقاومتها، لكل ما يترتب عليه، بروح وتقاليد وجسارات نضال البعث وقوى النضال الحية، وجماهيره الوفية لفلسطين، حرة عربية من البحر إلى النهر، وعاصمتها القدس.”
وحذرت قيادة البعث: “من مغبة السير في هذا الاتجاه، واصدار ما يؤكد ذلك لشعب السودان، وشعب الجبارين في فلسطين التي لم تكن ولن تكن معروضا للبيع والمساومة.”
وجددت قيادة قطر السودان لحزب البعث تأكيدها بأن: “المخرج من الأزمة الوطنية يكمن في التصدي لها من مسبباتها، ببناء السلام العادل والشامل، وبتصفية التمكين والفساد والمفسدين، وبتقديم رموز النظام ومدبري انقلابهم المشئوم للمحاكم في كل الجرائم التي لن تسقط بالتقادم، واسترداد الأموال المنهوبة، والالتزام بتحقيق مهام الفترة الانتقالية، وبعودة الدولة لأداء وظيفتها بدعم السلع الأساسية، وتوفير الخدمات الضرورية بالرهان والثقة في مقدرات الاقتصاد، وارادة شعبه، وبتوظيف علاقات السودان الرسمية والشعبية، لاسقاط العقوبات المفروضة عليه، بالدفاع عن السيادة والاستقلالية، ودون شروط.”