
حنان شاهين
كاتبة مصرية
#ملف_الهدف_الثقافي
بقلب في قنوات “اليوتيوب” صادفني فيديو النطق بالحكم في قضية عروس أسيوط. القاضي قبل ما يصدر حكمه استعرض تفاصيل الجريمة حيث قام الزوج بفصل رأس العروسة لأنه ظن أنها ما كانتش بكر.
المشهد المرعب أنه خرج إلى أهله ماسك راس العروسة في إيد والسكين في الإيد التانية بعد ما غسل، يفخر عاره، وغيّر جلابيته بجلابية نظيفة. القاضي طبعًا حرص إنه يبرأ أهلها من العار أنها كانت بكرًا.
القضية دي كشفت عن عورات مجتمعنا الغارق في جهالته وتخلفه. والسؤال: يعني مثلًا لو كانت البنت مش بكر كانت تستاهل اللي حصل لها؟ وأهلها يعيشوا بعارها بقية عمرهم؟
لو البنت لها أخوات بنات مثلًا، إيه الفاتورة اللي هيدفعوها بقية عمرهم؟
ثانيًا: من فهم العريس دا، اللي كان على وشك إنه يتناسل ويزود عدد البهايم في البلد تلاتة أربع بهايم، إن اللي عمله دا رجولة؟
ثالثًا: إيه هو مفهوم الشرف إذا كان ممكن بنت تعمل كل حاجة وتروح تعمل عملية، أو تعمل الغلط بطريقة تحافظ على غشاء البكارة سليم؟
رابعًا: فيه بنات طبيعة تكوين جسمهم إن الغشاء دا لا يتمزق إلا مع الولادة، دول موقفهم إيه؟
وإزاي نعرف العريس شريف ولا مش شريف؟ ولا الشرف بس مطلوب للبنت، أما الرجل فممكن يخربها عادي ويفضل محترم في نظر مجتمع أعور وأعرج؟
أخيرًا ..
العروسة ضحية، والضحايا بالآلاف، لكن للعجب إن العريس كمان ضحية بشكل ما، والجاني واحد:
الجهل..
التخلف..
العادات البالية والمفاهيم المغلوطة عن الرجولة والشرف.
إحنَا فين والعالم فين يا سيد؟
الصورة لغلاف رواية نصف حياة اللي أتكلمت عن عورات كتير في مجتمعنا، منها ما يشبه الحادثة اللي حصلت وبتحصل حاليًا ولسه هتحصل طول ما إحنَا لسه من أهل الكهف.
Leave a Reply