بيت من الشعر

بقلم: ياسر عوض

#ملف_الهدف_الثقافي

 

بيت من الشعر

هو ربيع ضارب في القِدم،

حروفه الأوراق المزهرة

فوق الغيوم البيضاء،

وإيقاع الطبول في غابات لم يرها أحد.

صوت الريح التي تدق نوافذ السماء.

الشاعر ورقة الحزن المتساقطة

التي جرفتها السيول،

أطرافها مبللة

وعناوينها تعاني الحريق.

يبكي الشاعر تبعثر نصه

يرود الخلود.

الشاعر

وسيلة الحياة

كي تظهر عظمتها.

بيت من الشعر يقول ما لا يُقال.

يسمي الأشياء الجميلة

بأسماء منحوتة في القلب.

بيت من الشعر يعلم

أن النهايات السعيدة كلها مستحيلة،

ولهذا يمضي.

يقود قصيدته في الدروب الوعرة

في هدوء.

وفي البرية المدمّاة

تعبر القوافي الباكية،

وتدع الشاعر مع ظلاله،

يبكي المساء.

الشعر عسل مر،

يجري من النيل إلى الصحاري

يغسل الأرض.

الشعر هو ترتيب العالم وفق غيابه،

وتحويل الأغاني إلى عناق.

بيت من الشعر

يهزم القبح والحرب،

ويعيد النازحين،

يصادر البنادق من الشوارع،

ويلجم الرصاص.

بيت من الشعر

يتجول في دروب الخيال،

بين أزاهِر الذاكرة،

ماسحًا من البيوت

أمطار الحزن.

غيمة تظلل الصباح بالندى

وتهدي الجميلات باقة ورد.

يتسلق الجبل العظيم

خلف بلدتنا،

ويزرع حقولها بالياسمين.

يفتح الأبواب

وتزدهر أشجار الشرايين.

يحمل في متونه إزميل عشق،

ينحت القلوب بالحنين.

بيت من الشعر

يتأمل الأفق،

في ألم

ويدوزن الفراغ.

يستحم في بحور خضراء،

مليئًا بالشمس والعطور،

آملًا بعش صغير

لا تملأه الجماجم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.