من حديث بروفيسور صديق تاور:صرخات اللاجئين السودانيين.. كارثة إنسانية تتفاقم في صمت

في خضم اليوم العالمي للاجئين الموافق 20 يونيو 2025، يرتفع صوت البروفيسور صديق تاور، عضو مجلس السيادة السوداني الشرعي ورئيس مجلس أمناء مجموعة مناصرة اللاجئين السودانيين، ليُسلط الضوء على مأساة إنسانية عظمى تُنتجها الحرب الدائرة في السودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023. إنها “أسوأ كارثة إنسانية على مستوى العالم”، كما يصفها تاور، تتجلى فصولها المؤلمة في معاناة ملايين الأرواح، بينما يغيب أي أفق حقيقي للحل.

صمود في وجه التحديات: جهود وطنية وإنسانية استثنائية

في بيانه الصادر من القاهرة، ألقى تاور تحية إجلال وتقدير لأعضاء مجموعة مناصرة اللاجئين السودانيين وشركائها من المنظمات واللجان المدنية والأيادي الخيرة. وأشاد بجهودهم “الوطنية والإنسانية الاستثنائية” في دعم اللاجئين والنازحين السودانيين في شتى الدول المجاورة، مؤكداً أن هذه الجهود تُبذل رغم “ضخامة التحديات وغياب الموارد”، لتُجسد روح العطاء والتضامن السوداني الأصيل.

أرقام صادمة وحقوق منتهكة: واقع مرير

يشير رئيس المجموعة إلى أن أتون الحرب قد دفع بأكثر من 4 ملايين مواطن سوداني من مختلف الأعمار والفئات إلى النزوح خارج ديارهم، تاركين وراءهم كل ما يملكون، دون أن يجدوا “جهة رسمية أو غير رسمية تقدم لهم الحماية الكافية أو الضروريات الأساسية للعيش”. هذه المارسة، كما يؤكد تاور، تتعمق وتزداد قسوة يومًا بعد يوم.

ويُفصل تاور أبرز الحقوق المنتهكة بحق هؤلاء اللاجئين:

  1. الحرمان من الإقامة الآمنة والأوراق الثبوتية في دول اللجوء.
  2. السكن غير اللائق وعدم توفر مياه الشرب النظيفة والخدمات الصحية، لا سيما في دول مثل تشاد، جنوب السودان، أوغندا، وإثيوبيا.
  3. حرمان أكثر من مليوني طفل من التعليم، وهي أرقام صادمة تؤكدها تقديرات منظمة اليونيسف.
  4. غياب فرص التدريب والتأهيل للشباب، ما يحرمهم من بناء مستقبل مستقر ويُغذي دائرة اليأس.

بصيص أمل في الظلام: مبادرات إنسانية مؤثرة

على الرغم من الإمكانيات المحدودة، لم تتوانَ مجموعة مناصرة اللاجئين السودانيين عن إطلاق مبادرات حيوية خففت من وطأة المعاناة. يسرد تاور أبرز هذه المبادرات منذ تأسيس المجموعة في نوفمبر الماضي:

  • مبادرة شتاء دافئ: غطت احتياجات أكثر من 10 آلاف أسرة لاجئة في مصر وتشاد.
  • توزيع سلل رمضان: شملت لاجئين في أوغندا، تشاد، ليبيا، مصر، وجنوب السودان.
  • مبادرة أضاحي العيد: استفاد منها أكثر من 50 ألف لاجئ.
  • دعم المستشفيات: في تشاد وأوغندا بمعدات طبية ضرورية.
  • تقديم مساعدات علاجية وإنسانية عاجلة لبعض اللاجئين والمرضى.
  • جهود التوعية القانونية والدعم النفسي للاجئين في ليبيا، النيجر، واليونان.
  • المساهمة في إغاثة المدنيين المحاصرين بمدينة الفاشر.

يؤكد تاور أن هذه المبادرات، رغم بساطتها مقارنة بحجم الكارثة، تحمل “قيمة معنوية كبيرة، وتجسد روح التضامن الإنساني والأصالة السودانية التي تؤمن بالعطاء حتى في أصعب الظروف”.

نداء عاجل للمجتمع الدولي: حان وقت العمل

في ختام بيانه المؤثر، يوجه البروفيسور تاور نداءً عاجلًا إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مطالبًا بـ:

  • منح السودانيين الفارين من الحرب حق اللجوء تلقائيًا، أسوة بمواطني دول أخرى.
  • التدخل العاجل لمواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة، والوفاء بالالتزامات الدولية تجاه اللاجئين والنازحين السودانيين.
  • رفع نسبة التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية، التي تعاني من فجوة تمويلية تصل إلى 2.4 مليار دولار.

ويختتم تاور بيانه بكلمات تبعث على الأمل والثقة في تجاوز المحنة: “نثق أن الروح التي تسود بين أعضاء المجموعة وداعميها، من تناغم واحترام وتفانٍ، قادرة على تحقيق المستحيل.” ويخص بالشكر الدول الشقيقة المستضيفة، وكل الجهات والمنظمات المشاركة في هذا الجهد النبيل، منهم منظمة بنيز، صالون العودة للثقافة، مبادرة الغرس الطيب، ولجان تشاد وجنوب السودان وأوغندا وليبيا وإثيوبيا، فضلًا عن الشخصيات الداعمة كالأستاذة أسماء الحسيني والدكتور ضيو مطوك.

إن رسالة تاور في اليوم العالمي للاجئين هي دعوة واضحة لكسر جدار الصمت حول مأساة السودان، وتحويل الشعارات إلى أفعال تُعيد الكرامة والأمل لملايين اللاجئين والنازحين السودانيين.

نص كلمة رئيس مجلس الأمناء بزصديق تاور- نسخة (pdf) بالرابط:

كلمة رئيس مجلس الأمناء بروف صديق تاور

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.