
بقلم: أ. عبدالخالق بشير
الحرب الإيرانية الإس-رائيلية، في ظاهرها، مواجهة مفتوحة في قسمة النفوذ والاستحواذ على أكبر قدر من دول الإقليم، وبالتالي تضمن للطرفين حرية الحركة والتمدد والسيطرة على السواحل، والتأثير على التجارة العالمية ومساراتها. للطرفين مشاريع توسعية، ذات أبعاد دينية وغيبية. الإيرانيون في تصدير ثورتهم، بعد سيطرة نظام الملالي على السلطة في 79 والأحداث، التي أعقبتها في التضليل والتغبيش والخداع باسم الدين والمتاجرة به، ما أدى إلى زعزعة الإقليم والعالم واستقراره. والإس-رائيلين حلم أرض الميعاد والدولة بحدودها من الفرات حتى النيل. هذا الحلم كلف الإقليم والعالم، حروبًا ودماءً ودموعًا.
الطرفان، يلتقيان في أهدافهما التوسعية ولا عداوة بينهما، فعلاقاتهما الاستخباراتية والأمنية، عميقة ومتأصلة الجذور ومن قبل سقوط الشاه “محمد رضا بهلوي”، ظهرت بشكل واضح في الحرب العراقية الإيرانية، والتمويل والإمداد الإس-رائيلي بالسلاح للجانب الإيراني “إيران غيت”.
ما تم من استهداف لقادة حم-اس، باغتيال ه-نية في قلب العاصمة طهران، والس-نيور، والعملية النوعية لقادة حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر، واغتيال معظم القيادات المدنية والعسكرية بتفجيرات البيكار، والقضاء تمامًا على البنية العسكرية لحزب الله، والانهيار المتسارع للنظام السوري وللحوثي كذلك وللاغتيالات الحالية وبعناية للقادة المتشددين ولقادة البرنامج النووي من العلماء الأكثر تميزًا، كل الأحداث سالفة الذكر ليست بمحض صدفة…
وضح بما لا يدعو مجالًا للشك، بأن الذي تم، بترتيب من داخل مؤسسة نظام الملالي المنقسم أصلًا، لعدة تيارات. ويظل التيار الانتهازي والبراغماتي، الداعم للتعاون مع الكيان والارتماء في أحضانه، مقابل بيعه للحلفاء وتعطيل البرنامَج النووي، هو الأقوى في تحديد مسار السياسة الإيرانية بثوبها الجديد، وأدوارها الضعيفة والمحدودة.
فشل نظام الملالي في المواجهة والتفوق التكنولوجي لدولة العدو، هي بمثابة جرعة وعي بانهيار وشيك لهذا النظام الضعيف والمتهالك. نظام الملالي في الداخل تنتظره ثورة كبيرة، مكتملة موضوعيًا وذاتيًا، ونحن قدامنا أمل وصباح بأفول نجمه.
هل الضربات الإس-رائيلية الدقيقة، استنفاد لأغراض نظام الملالي، أم تبشير بميلاد نظام جديد أكثر ضعفًا وخنوعًا؟
Leave a Reply