في حكاياتنا مايو

بقلم: دكتور أشرف مبارك

حكاية ثانية

وحديثنا ليس احتفاء بمايو ولكنه اجترار لذكريات وحكايات حقبة مضت وانقضت وأفضت لما لها، الذين كانوا أطفالًا حينذاك أو أولادًا أو ولدوا في ذلك العهد أصبحوا اليوم كهولًا و شيوخًا .. ومن كان طليعيًا أو طليعية من الطلائع، أي طلائع مايو أصبح اليوم أشيب الرأس أحدب الظهر.. وشاخت ذكرى مايو.
ٱخر ما تركنا الحديث عنده في الحكاية الأولى كان يا حارسنا وانت يا مايو الخلاص..
غير المغني أو الشاعر بعض كلمات يا حارسنا وفارسنا بعد انقلاب 19 يوليو
لاك حارسنا لاك فارسنا لاك بيتنا ومدارسنا
وحتى إذا كان محجوب شريف قد اعتذر عن هذه القصيدة فلا أظنه أخطأ في شيء بكتابتها، وكانت تلك شعارات الفترة ولسنا في معرض إدانة أو لوم.
وغنى فريد الأطرش في مصر
يا ثورة مايو نحييكي
وامتلأت الشوارع والميادين في الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية بشباب يلبس الكاكي أطلق عليهم كتائب مايو..
وفتيان وفتيات طلائع مايو.. والشاعر كمال الجزولي يقول سأظل أصرخ حتى ينشرخ حلقومي
مايو مايو مايو
واستمرت تلك الأغاني في سنوات الصراع داخل مجلس قيادة الثورة.. وغنى شرحبيل
قدم الخير عليك يا بلادنا
صباح الثورة تعيش أعيادنا
وثورتهم تسحق بعنف أول ما زعمت أنهم قوى الرجعية.. وطرد بعض الزملاء من مجلس الثورة فانقلبوا عليهم مضمرين إقصاءهم زاعمين تصحيح المسار وحدثت المأساة والمجازر، التي طالت المذنب والبرئ وعاد فصار السيد الرئيس القائد
وبعد سقوط انقلاب 19 يوليو غنى إبراهيم عوض
لما مرقنا في 22 يوليو للشارع
شعب وجيش بي تصميم نذود عن مايو وندافع..
وبعدها بدأت فترة الغناء للشخص، للقائد للفرد بعد أن كان للثورة.
وكانت نهاية هذه الحقبة المايوية على يد من تربوا على يدها، الذين خرجوا إلى الشارع متظاهرين ويوم سقطت غنوا فرحين بسقوطها وسقوط دكتاتورها وكنا قد استعرضنا في جزء المقال الأول بعضًا من تلك الأغاني والأناشيد.

.. ونواصل إن شاء الله

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.