من غزة إلى طهران: دولة الكيان المحتل تواصل عدوانيتها

كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه
ما جرى، يوم الجمعة الماضية، بين “إسرائيل” وإيران، هو مواجهة محسوبة، بين كيان عدواني توسعي وآخر، عدواني توسعي، أيضًا، يستهدف العدوان “الإسرائيلي” تحجيم إيران، التي تطمح، في التحول لقوة إقليمية، في الشرق الأوسط، تنافس تركيا والكيان المحتل، كما يهدف العدوان، في مستهدفاته المباشرة، تجريد إيران من القوة النووية، بحيث تصبح القوة النووية، في المنطقة، امتيازاً خاصًا بالكيان المحتل، والاستجابة، في نفس الوقت، للمخاوف الأوروبية من البرنامج النووي الإيراني، بجانب أنهاء تفرد إيران بالهيمنة على المنطقة، باقتسام احتلال العراق مع أمريكا، والانفراد بالسيطرة على ثلاث عواصم أخرى، حتى الآن، حسب إيران، هي دمشق وصنعاء وبيروت .
لا يمكن عزل العدوان “الإسرائيلي” على إيران، من مجمل السياسة العدوانية، التي ظلت يتبعها الكيان المحتل منذ قيامه رسمياً في العام “1948م”، وحتى العدوان الأخير على غزة، الذي بدأ قبل عامين، ولم ينته حتى الآن، فقد نشأت الدولة العبرية ككيان استعماري، وتوسعت عبر الحروب والعدوان، وتسعى خلال تطورها اللاحق، لأن تكون قوة إقليمية، بلا منافس في الشرق الأوسط، ويشير عدوانها الحالي على إيران، إلى أن الأخيرة، قد استنفدت دورها في خدمة الإمبريالية الأمريكية، فضلاً عن تخطيها الحدود المسموح بها، خاصةً، عندما تحولت لمهدد أمني لجيرانها، وللمنطقة، بما فيها، مصادر البترول، وخطوط الملاحة الدولية.
وقد استغلت “إسرائيل” مخاوف أوروبا من النشاط النووي الإيراني، وتعنت إيران في المفاوضات مع الغرب، الأوروبي ـ الأمريكي، بشأن برنامجها النووي، لتوجيه ضربة جوية لها الجمعة، والتي قوبلت بارتياح من قبل الأوروبيين والأمريكيين، على حد سواء.
من الطبيعي أن يستدعي هذا العدوان، الإدانة من منطلق مبدئي وأخلاقي، غير أن هذه الإدانة، لا تعني تلقائياً الاصطفاف بجانب كيان عدواني آخر، ذي طبيعة توسعية، شكل، ولازال يشكل، عامل عدم استقرار في المنطقة. إن هذا العدوان، الذي يتم بمباركة أمريكية وتأييد أوروبي، ويعبر عن تنافس تناحري داخلي، بين الامبرياليات الصغيرة، على السيطرة والنفوذ والتفوق الإقليمي، للهيمنة على المنطقة، ومن ثم لا تجد دول المنطقة مصلحة لها في انتصار أيِّ من الطرفين في الحرب، التي يمكن أن يشكل العدوان الحالي مقدمة لها، بل إن العواصم الأربع، التي تباهت إيران، بالسيطرة عليها، تجد فرصتها للتحرر من تلك الهيمنة، واستعادة سيادتها الوطنية، من خلال استغلال انشغال قوى الهيمنة بصراعاتها، لتشديد نضالها، من أجل التحرر والانعتاق، بإلحاق الهزيمة بالاحتلال المزدوج، الإيراني ـ الأمريكي في العراق، وإنهاء الاحتلالات وأشكال الهيمنة الإيرانية، الأخرى، في بقية البلدان العربية.
الفرصة تواتي ـ الآن ـ الشعوب الإيرانية، من أجل تصعيد نضالها، لإسقاط حكم الملالي، ولكافة شعوب العالم، من أجل إظهار مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضه من الاحتلال “الإسرائيلي”، وقيام دولته المستقلة، من البحر إلى النهر.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.