المساحة بين كردفان والفاشر مسافتها ألف جثة تنتظر الدفن و300 (تاتشر) محروقة

صحيفة الهدف

✍🏽 خالد ضياء الدين

ليتها عقرت هذه الحرب وتخلت عن إنجاب الدمار، ليتنا صمتنا بدل التحريض على القتل وتهجير النساء وتجويع الأطفال.

الفاشر مدينة الموت تودّع كل يوم العشرات من أبنائها ما بين النزوح والقتل والإصابة، الجيش محاصر والدعم السريع يهاجم، والإثنان يخسران جنودًا وآليات. وما بين الكرّ والفرّ تنتشر الجثامين ويألف الناس الموت.

الأبيض عروس الدم مطوّقة، وقد خسرت القرى المحيطة بها الأمن والأمان. الجيش بتحالفه يخرج فيُعمل له كمين، وتضج الميديا بصور القادة ضحايا قتال كردفان. والدعم يحاول الدخول للمدينة ثم يعود خالي الوفاض، ومن هنا وهناك تعلو الأصوات: (بليناهم، وجرو دنقاس).

الصحراء شبعت وارتوت بالدماء، طيور الجيف اتخمت، وما شبعت نار الحرب التي كلما حصدت أرواحًا قالت: هل من مزيد؟

شمال كردفان بعد معارك (أبو قعود) تمضي في تغيير واقعها؛ الجيش يزيد من دفاعاته ويحاول التسلل، والدعم السريع ينشر مزيدًا من الجنود والآليات وينصب المدافع محاولًا إنهاء حصار الأبيض بالسيطرة عليها.

أطفال يقاتلون مع الجيش وغيرهم مع الدعم السريع، في تجاوز للقوانين الدولية والإنسانية. (كروزرات) تُركت في الرمال والوديان معطّلة أو مغروسة في الطين أو محروقة بفعل المواجهات العنيفة.

وما بين إعلان السيطرة على مطار أو قرية والنفي تضيع الحقيقة لغياب المصداقية.. أفلام مفبركة وأخرى حقيقية، إعلام كذوب يشبه وجه الحرب الكريهة، وبشر استمرأوا القتل حتى بات عندهم طقسًا يوميًا ومتعة. هؤلاء هم أخطر من الحرب نفسها، لأنهم سينقلون للمجتمع هذه الثقافة التي سيطرت جرثومة الدمار على عقولهم.

البرهان يتخذ قرارات داخل الجيش والأجهزة الأمنية، البعض يعتبرها نتاج محادثاته مع المبعوث الأمريكي، وآخرون لا يثقون في أنها ستحدث فرقًا في بنية الجيش، لأنها جزء من صراع بين جناحين داخل تنظيم “الفلول”، وأيًّا كان المنتصر منهما فخسارته على الشعب.

الدعم السريع يتهم الجيش بقصف قافلة الإغاثة في مليط والجيش ينكر، بينما السعودية تدين.

الجيش يتهم الدعم السريع بارتكاب انتهاكات، والأخير ينكر أيضًا. وهناك، حيث الأمان، مني أركو مناوي في مستقره الجديد بألمانيا يرسل تغريدة يطلب فيها تيسير وصول الإغاثة لدارفور، بينما ياسر عرمان يعلن تخليه عن فكرة الكفاح المسلح.

رائحة الموت في الخرطوم تمنع سكانها من العودة، خاصة بعد اتهامات باستخدام السلاح الكيميائي في معاركها الأخيرة.

ملاحظة: غياب تام للكلاب الضالة التي كانت تقتات على لحوم البشر، كذلك اختفاء الجرذان في العاصمة، وهناك أخبار عن موت بالجملة للقوارض في ولاية الجزيرة، والسبب مجهول.

حرب الصحراء في دارفور وكردفان (كملت العيال)، ولا منتصر حتى الآن إلا الموت.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.