كلاكيت سودانية من الصفر.. في بريد الداعين للسلام والوحدة

محمد حماد عبد المنعم
#ملف_الهدف_الثقافي

إلى الداعين لوقف الحرب، إلى الساعين نحو السلام والوحدة، ونبذ خطابات الكراهية والعنصرية والجهوية والقبلية…
إلى الذين يحلمون بنهضة سودانية حقيقية، وبناء دولة القانون، أي دولة المؤسسات، والحرية، والسلام، والعدالة…
لماذا تتفقون على الكليات، وتختلفون على الجزئيات وسفاسف الأمور؟! أليس في هذا ما يدعو للأسى وخيبة الرجاء؟! وأنتم ونحن وهم، بل جميعنا، ندرك تمامًا أننا نعيش مأساة حقيقية، تتكرر كل يوم أمام أعيننا.

أليس بينكم من يُحسن الحوار؟! أم إننا جميعًا مجرّد وجوه خداع كما قال المتنبي؟! على الأقل، فلنتحد ونتوافق من أجل سودانٍ واحدٍ موحّد، بعد أن فُجعنا بانفصال الجنوب الحبيب، وفقد الوطن ثلث مساحاته الغنية. فلنفعل ذلك لأجل الوطن، ولأجل الأجيال القادمة، كي لا تبصق على وجوهنا حين يأتي حساب التاريخ.

دعونا نحاصر هذه الحرب المجنونة، ونحافظ على ما تبقى من رقاع الوطن الآمنة، مهما كانت لحظية أو هشة أو مهددة بالزوال. دعونا نواجه، بقلوب مفتوحة وعقول صاحية، فظائع القتل، والعشوائية، والإفراط في العداء، والفجور في الخصومة. فلنوقف آلة التشريد، والنزوح، ومهانات اللجوء، والفقر المدقع، وشظف العيش الذي يطحننا كل يوم.

دعونا ندفن هذه الجثة القذرة، ونعقّم فضاءنا السوداني، الذي تكدّست فيه روائح الخيبات حتى بات يُثير الغثيان. ولنمشِ معًا نحو ميلاد جبهة فعل عريضة، أو حوار سوداني شامل، يلمّ الشمل، ويجمع الطيف الوطني كله تحت مظلة واحدة. فلنسرْ نحو توافق حقيقي من أجل إيقاف الحرب، وكبح جماح التقسيمات والانفصالات، ووقف هذا التشظي من أجل البناء الوطني، والانتقال إلى واقع من التنمية المتوازنة، والسلام الاجتماعي، والنهوض السوداني العام للحاق بركب العالم.

دعونا، بصدق، نُعلي من شأن فكرٍ جديد، يستبدل ذهنية “البلبسة والجغمنة والجغمسة والملقّطة”، بذهنية تستلهم من التاريخ السوداني المضيء، ومن مسارات الأمم وتجاربها الناهضة، معجزاتٍ وحلولًا واقعية. لنعالج جراح الحاضر البائس، ونستشرف موقعنا كسودانيين في خارطة الإنسانية: أين نحن؟ ومن أيّ “أياين” سننطلق ونستقر؟

دعونا نُدرك هذه الحقيقة العارية: سنكون.. أو لا نكون.
فالعالم لا ينتظر المتخلفين عن الفهم. وأمريكا، والعالم المتقدم، لن يلتفتوا طويلاً إلى من يسيرون في الطرق المعاكسة للتاريخ. لكننا، في غينا، وحماقاتنا، نمضي.. بل نحثّ الخطى نحو الهلاك، طائعين، في الدنيا والآخرة سواء.

ويبقى ما ينفع الناس، ويمكث في الأرض طويلًا.

داخل السرب:
ليست البطولة دائمًا في الهجوم، بل قد تكون في الصبر والثبات. وليست الشجاعة في مقاتلة العدو الظاهري فحسب، بل تكمن ـ على الأخص ـ في أن يحارب الإنسان عدوه الباطني: اليأس، والفتور، وحب الراحة.

ميشيل عفلق

قولًا للتأمل:
تريدون مستقبلًا مشرقًا؟!
المستقبل المشرق لا يأتي إلا من طريق واحد: أن تُحسنوا القرارات التي تتخذونها اليوم، وأن تجعلوا حركتكم اليومية في الاتجاه الصحيح.
فالحديث عن مستقبل زاهر من غير واقع جيد وناهض، هو خداع للنفس، ووهم كبير يقع فيه كثير من الناس.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.