مملكة المحبة والكرامة لفلذات أكبادنا

بقلم: سلمى نايل

#ملف_المرأة_والمجتمع

نحن الأمهات، نحمل أبناءنا في قلوبنا قبل أرحامنا، نراهم دمًا يسري في عروقنا، ونبضًا لا يتوقف حتى في لحظات الانكسار.

وفي زمن تتسارع فيه المتغيرات الأسرية، ويضطرب فيه الواقع العالمي، وتزداد فيه التحديات المجتمعية، نرفع نداءنا: نريد أن نبني لأبنائنا ممالك تليق بهم.

ممالك لا تهزّها الحروب، ولا تسقطها الخلافات، ولا تسرق أحلامها رياح التشظي والشتات. ممالك تقوم على المحبة، والوعي، والقيم الثابتة، حيث الأمان لا يُقاس بالجدران، بل بما نغرسه في أرواحهم من ثقة، وكرامة، وحرية.

نحن الأمهات، في خضم هذه التحوّلات، لا نطلب الكثير… فقط نريد لأبنائنا أن ينشأوا في بيئة لا تكسرهم، ولا تصادر براءتهم، ولا تزرع الخوف في قلوبهم. نريد لهم حقًا بسيطًا: أن يكونوا كما خُلقوا… أحرارًا، كرامًا، واثقين.

في ظل مجتمع تتعدد فيه الأصوات وتختلط فيه الحقائق، نربّي أبناءنا ليكونوا نورًا لا يتأثر بالعتمة، وصوتًا لا يذوب وسط الضجيج. نعلّمهم أن يكونوا أوفياء لأنفسهم، صادقين في اختياراتهم، وألا يساوموا على قيمهم مهما كانت الإغراءات.

مملكتنا التي نحلم بها لأبنائنا ليست قصورًا من الذهب، بل بناء من الحنان، والوعي، والإيمان. ربما لا نملك الوسائل كلها، لكننا نملك قلوبًا تفيض دعاءً، وأذرعًا مفتوحة، ونفوسًا تقاوم كل يأس.

سنظل نزرع في كل زاوية من زوايا هذه المملكة بذور المحبة والكرامة، لعلّهم يومًا يكملون البناء من بعدنا.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.