
بقلم: أمجد أحمد السيد
يُصادف 20 يونيو من كل عام اليوم العالمي للاجئين وهو مناسبة أممية لتسليط الضوء على قضايا اللجوء والنزوح القسري في العالم ولتجديد الالتزام الإنساني والأخلاقي تجاه ملايين البشر الذين أجبرتهم الحروب والاضطهادات على الفرار من أوطانهم وفي هذا العام يقف اللاجئ السوداني في قلب هذه المأساة العالمية كأحد أبرز ضحايا الحرب المنسية التي تمزق السودان منذ أبريل 2023.
في ظرف عام واحد فر أكثر من 2 مليون سوداني إلى دول الجوار مثل مصر تشاد جنوب السودان وإثيوبيا بينما نزح أكثر من 8 ملايين داخليا وفق تقارير الأمم المتحدة ترك هؤلاء منازلهم ومدارسهم ومزارعهم ومدنهم بحثا عن ملاذ آمن من القصف والمذابح والخراب الذي اجتاح الخرطوم ودارفور وكردفان ومدن السودان كافة.
في مخيمات النزوح وفي أزقة المدن الحدودية وعلى أرصفة الانتظار في القاهرة وأديس أبابا ونيروبي يعيش اللاجئ السوداني أوضاعا إنسانية قاسية يتقاطع فيها الحرمان مع الإهمال والخذلان الدولي مع الغربة القاسية يفتقرون إلى المأوى اللائق والرعاية الصحية والتعليم ويُعامل كثير منهم بتمييز وازدراء ويتعرضون للاستغلال وسوء المعاملة خاصة النساء والأطفال.
ورغم أن الاتفاقيات الدولية كـ اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين تلزم الدول بتوفير الحماية إلا أن السودانيين الفارين يواجهون صعوبات في الحصول على صفة لاجئ في بعض الدول أو يتم التعامل معهم كمهاجرين غير شرعيين كما أن دعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين غير كاف لتغطية احتياجاتهم الأساسية في ظل التراجع العالمي عن دعم السودان باعتباره أزمة منسية مقارنة بصراعات أخرى.
الجانب الأشد فتكا في مأساة اللجوء السوداني هو تأثيره المدمر على الأطفال واليافعين مئات الآلاف انقطعوا عن التعليم وتحولوا إلى ضحايا للبطالة والتجنيد والزواج القسري أو التشرد جيل كامل من السودانيين يتهددهم خطر الضياع وفقدان الانتماء لا لوطن احتضنهم ولا لبلد استقبلهم.
اللاجئ السوداني ليس فقط من فر عبر الحدود بل هو كل سوداني فقد أمنه واستقراره بسبب الحرب من تهجر من منزله من انقطعت به السبل من يعيش في دولة مجاورة بلا وثائق أو فرص هو لاجئ وكل هؤلاء يستحقون حماية دولية حقيقية ودعما إنسانيا مباشرا وصوتا يُسمع في محافل العالم.
في هذا اليوم لا نطلب الشفقة بل العدالة والكرامة للاجئ السوداني نطالب العالم بأن ينظر إلى السودان كقضية إنسانية عاجلة لا كنشرة أخبار منسية ونناشد القوى الوطنية أن تعمل على إنهاء الحرب وبناء السلام لأن اللجوء ليس قدرا بل نتيجة مأساوية لصراع عبثي يمكن وقفه.
وفي النهاية تظل كل خيمة لجوء وكل رحلة فرار وصمة على جبين العالم الذي سمح بحدوث كل هذا دون أن يتحرك كفاية لإنقاذ الإنسان السوداني.
Leave a Reply