
حسن هاشم قنيب
في البدء عاشت فلسطين حرة أبية من البحر إلى النهر. المجد والخلود لشهدائها المناضلين الأحرار.
مدخل أول
إذا أردت إقامة علاقة مع دولة ما عليك دراسة تلك الدولة وتاريخها وحدودها. مثلا إذا أردت قيام علاقة مع جمهورية مصر العربية عند رجوعك للخرائط ستجد أن مصر حدودها من أسوان جنوبا حتى البحر المتوسط شمالا. هذا حال جميع الدول المعترف بها لكن في حالة الكيان الصهيوني إذا بحثت عن خريطة لهذا الكيان فستجد الكثير والكثير من الخرائط. هذا منطقي نسبة لتمدد هذا الكيان وحلم بني صهيون في إقامة دولتهم الكبرى التي تمتد بحسب ما ذكر في بروتوكولاتهم (موجودة في الإنترنت) إن هذه الدولة تمتد من نهر الفرات في العراق وحتى النيل في السودان. فما موقفي من دولة تعتبرني جزءًا منها. إذا أحببت الرجوع لعام 1947 فلن تجد أي دولة تسمى بـ “إسرائيل”. ستجد أول مرسوم لدولتهم المزعومة عام 1948. ستجد بعض المستوطنات الصغيرة فقط. أما بالنسبة لعام 1967 فستجد أن الأمر اختلف فستجد دولة “إسرائيل” امتدت وشملت هضبة الجولان السوري وستجدها أيضًا شملت صحراء سيناء في مصر. أما خريطة 1973 فلن تجد بها سيناء. أما إذا بحثت في خرائط اليوم فستجدها امتدت إلى الضفة الغربية فلا تستغرب إن وجدتها غدًا ضمت بيروت وبعدها امتدت ناحية الخرطوم.
في هذا الحال بأي خريطة سأعترف وسأتعامل معهم بموجبها.
مدخل ثان: (هوي يا زول أنا مالي ومال فلسطين أنا داير مصلحتي)
في حال قمنا بالتخلي عن موقف السودان التاريخي والموقف القومي العربي تجاه فلسطين وتخلينا أيضًا عن رفضنا للظلم والعدوان وتخلينا عن إنسانيتنا وأتينا لنبحث عن المصلحة. هل بإمكان السودان إقامة علاقات تجارية مع دولة الاحتلال تكون فيها فائدة للسودان. لندرس الأمر.
ليس للكيان الصهيوني أي منتجات زراعية أو بترولية يمكن للسودان شراؤها منه. السودان دولة زراعية تحتاج لسوق لمنتجاتها. هل بإمكان دولة الاحتلال التي لا يتجاوز عدد سكانها حاجز الثمانية مليون نسمة أن تكون سوقًا جيدًا للسودان أو مستهلكًا مستمرًا لمنتجاته. بالتأكيد الجواب لا.
مدخل ثالث: (ياخ عليك الله الصهاينة ديل دايرين مننا شنو ونحن حالتنا صعبة وأمورنا جايطة)
بإمكاننا تلخيص مشكلة الكيان “الإسرائيلي” في نقطتين:
- الافتقار للأراضي الزراعية: بالتأكيد نسبة لصغر حجم دولتهم المزعومة فستجد مشكلة في الأراضي الزراعية. هذا سبب رئيسي يجعلهم يطمعون في هذه الأرض الخصبة الصالحة لزراعة كل شيء.
- مشكلة الافتقار للمياه العذبة: وهذا أيضًا يجعلهم يضعون أنظارهم على هذا النيل الممتد الذي للأسف لا نستفيد منه.
في الختام الكيان الصهيوني لا يراعي المصلحة المشتركة لأنه ليس لديه ما يعطيه لك بل فقط يأخذ. بكل الأحوال كشخص واعي سترفض هذا التطبيع مع الكيان المحتل المبني على أنقاض دولة أخرى الذي لا يرى إلا القتل والحرب.
فلسطين عربية من النهر للبحر.
Leave a Reply