مرحلة إيطالية جديدة في بيت الزعيم الهلال السعودي إنزاجي يبدأ مشروعه الكبير من «الأساس»!

في تحول لافت على مستوى “الاستراتيجية الكروية”، دشن الهلال السعودي بداية عهد جديد، بتوقيع عقد يمتد لعامين مع المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي، أحد أبرز الأسماء التدريبية في أوروبا، والذي قاد إنتر ميلان إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وأعاد التوازن للنيراتزوري في الكالتشيو بعد سنوات من التيه.

التعاقد مع إنزاجي لم يكن مجرد صفقة اسمية لإرضاء الجماهير، بل خطوة حقيقية نحو مشروع كروي يستند على فكر تدريبي عميق، وشخصية صارمة في التفاصيل الفنية والإدارية، إذ كشفت تقارير صحيفة “الشرق الأوسط” أن المدرب الإيطالي لم ينتظر طويلاً، وبدأ فعليًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة.

إنزاجي طلب من إدارة الهلال التعاقد مع أربعة لاعبين جدد دفعة واحدة، في مراكز قلب الدفاع – الظهير – الوسط – الهجوم، وهي مراكز محورية تشير إلى أن الرجل يخطط لإعادة صياغة عمود الفريق الفقري بالكامل، بما يتماشى مع فلسفته الخططية الصارمة والتي تعتمد على التوازن بين الدفاع والبناء من الخلف.

وفي خطوة ذكية تسبق الأحكام، طالب إنزاجي بوجود كل اللاعبين السعوديين في معسكر كأس العالم للأندية، ليُقيّمهم عمليًا قبل أن يحسم ملف الإبقاء أو الإعارة أو حتى الشطب، وهو ما يعكس احترامه للبيئة المحلية، ورغبته في اتخاذ القرار على قاعدة من الرؤية الواقعية، لا الانطباعات المسبقة.

ومن اللافت أيضًا أن إنزاجي أوصى بالإبقاء على محمد الشلهوب ضمن الطاقم الفني، ليس فقط امتثالًا لشرط الاتحاد السعودي بوجود مدرب وطني، بل احترامًا لتاريخ الرجل مع الكيان، ودوره في المرحلة الانتقالية الأخيرة بعد إقالة جيسوس. وحتى كتابة هذه السطور لم يُحسم موقف الشلهوب، وإن كان حضوره متوقعًا مع انطلاقة المعسكر.

المثير في تفاصيل التعاقد أن إدارة الهلال منحت الإيطالي صلاحيات كاملة في فرض الانضباط، واستبعاد أي لاعب لا ينسجم مع فلسفة الفريق الجديدة، إلى جانب مشاركته في اختيار مدرب فريق تحت 21 عامًا، مما يؤكد أن العقد أكبر من مجرد بند مالي، بل هو مشروع رياضي متكامل.

وإذا صحت التقارير، فإن إنزاجي سيتقاضى 26 مليون يورو في الموسم الواحد، ليصبح أحد أعلى المدربين أجرًا في العالم، وهو رقم لا يعكس الترف بقدر ما يعكس الرهان الكبير من إدارة الزعيم على هذه التجربة الأوروبية الجادة.

في الختام، يمكن القول إن الهلال بدأ بالفعل مرحلة التفكير في ما بعد المحلية.. مرحلة لا تُبنى بالنجوم فقط، بل بالتوازن بين العقلية الاحترافية والهوية المحلية، وهو توازن إن نجح إنزاجي في الوصول إليه، فقد يُعيد كتابة تاريخ الهلال في القارة والمونديال!

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.