
بعد التطورات الأخيرة في مجرى حرب التدمير العبثية التي تحولت إلى ضرب من ضروب حرب الاستنزاف، بدءًا من انسحاب الجيش بعد معركة قصيرة مع قوات الدعم السريع من مدينة النهود، واستيلاء قوات الدعم السريع على المدينة والتوسع في محيطها وتجديد ارتكابه للجرائم ونهب مقدرات المواطنين والأسواق، ثم قيامه بهجمات مكثفة على مدينتي كسلا وبورتسودان، لازالت مستمرة حتى الآن، بعد سلاسل الإمداد التي تلقاها، مستهدفة البنيات التحتية ومحطات التوليد الكهربائي ومستودعات الوقود، بما فيها الميناء، لم يعد وقف الحرب مطلبًا شعبيًا حسب، وإنما هو أولوية وطنية للحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها وتماسكها الاجتماعي وما تبقى من بنى تحتية، وقطع دابر التدخلات الأجنبية، التي تتخطى تغذية ديمومة الحرب المدمرة، إلى توظيف أجوائها في نهب مقدرات السودان وتحويله إلى حلبة لتصفية حساباتها وصراعاتها وتكالبها على موارده وشواطئه، إلى محاولة التقرير في حاضر ومستقبل السودان بالإنابة عن شعبه، سواء بالوصاية الداخلية عليه أو الخارجية أو بالمساومة بينهما.
▪️الوقف العاجل للحرب حتى يكون شعب السودان، باستعادة التحول السلمي الديمقراطي، هو من يقرر في حاضر ومستقبل بلاده، ويتحرر من الدكتاتورية والاستبداد العسكري، متأسلمًا كان أو غيره.
▪️إن هذا التطور النوعي في مجرى الحرب وما يرافقه من انتهاكات وضحايا وسط المدنيين، يفاقم من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ويرفع سقف تكلفة المعيشة لمستويات قياسية لا تطاق، مع شبه المجاعة والجوع الذي يلاحق الملايين، بارتفاع أسعار السلع وندرتها وخدمات النقل المتوقعة جراء اختناقات إمدادات المشتقات البترولية وتأثيراتها على مختلف قطاعات الإنتاج والخدمات وعلى الملاحتين الجوية والبحرية، وعلى الآلاف من العاملين في الميناء وسلاسل الأعمال المرتبطة به.
▪️كما أن هذا التطور أضاف مهددات إقليمية ودولية، جعلت العديد من الدول والمنظمات ترفع صوتها مجددًا بالدعوة لوقف الحرب، لما يحمله هذا التطور، وبالاستخدام المكثف للمسيّرات وللصواريخ بعيدة المدى كما تشير بعض التقارير، من تهديد للملاحة في البحر الأحمر، وأمن دول الجوار والتجارة الدولية في هذا الممر المائي، هذه الأهمية الفائقة. بدلًا من التوجه نحو المفاوضات لوقف الحرب عاجلًا، لوقف المخاطر التي تحتملها، في الداخل والخارج، يقابلها المستفيدون من الحرب بالدعوة للتصعيد ولمزيد من الجري في سباق التسلح، وتتمدد ميليشيات الحركة المتأسلمة، بالاعتراف والإعلان الصريح، بمزيد من الاستفزاز لتصفية قوى الثورة، وللرافضين للحرب. ويخرج لأول مرة ما سمي بمجلس الأمن والدفاع، بمشروع توسعة جديدة لدائرة العداء، ومحاولة افتعال معركة ثانية مع الخارج، دون ان يكلف نفسه ترك ذلك لحهات الاختصاص .في حين أنه عاجز عن حسم معركته في الداخل مع القوة التى فرخها، وفي ذات الوقت يخرج الفريق البرهان، بعنترياته المعهودة بلا طحين، بعد عودته من مصر وهو يمجد البندقية، علما أن البنادق لم تطعم جائعًا ولم تؤمن خائفًا ،ولم تخلف سوى الخراب والدمار وتمكين الفساد والمفسدين، وتعريض الكينونة الوطنية للإضعاف والتقسيم، و قادها عجزها للاستقواء بالعدو الصهيوني لإعاقة التطور السلمي الديمقراطي، حماية للنوازع السلطوية والمصالح والاعتبارات الذاتية.
▪️ففي وقت ينكشف فيه ضعف سلطة الأمر الواقع وتصدعها، وعجزها عن حماية المواطنين في النهود والخوي، الذين تركتهم ضحية للانتهاكات، كما عجزها عن حماية مقرها وما حوله من بنيات تحتية، فإن الحرب الإعلامية التي تشنها على الإمارات، لا تعدو، حسب نظرنا، إلا محاولة لصرف الأنظار عن مأزق الحرب الذي تعيشه، وللتخلص من المسؤولية في إشعال هذه الحرب الخاسرة، والظهور بمظهر الضحية، بتعليقها على طرف آخر، وإيجاد مبرر للاستمرار فيها، دون احتمال تحقيق نصر أو حل عسكري، كما تؤكد المجريات، بعد أن أفشل وعي الشعب، محاولتها الأولى، في تحميل أوزارها للقوى السياسية والاجتماعية.
▪️فيما تتمادى قوات الدعم السريع في توسيع نطاق الحرب والانتهاكات والتجييش القبلي مقابل التجييش الآخر، واستهداف منشآت الشعب المدنية والبنية التحتية. مع استمرار الحرب بالتجييش والتعبئة اللاوطنية والهرولة نحو سباق التسلح، وأي ثمن، يفقد أي ادعاء بربط الحرب بالكرامة والديمقراطية ومقدرة الشعب على بناء التدمير العبثي، عديم الجدوى، وضربًا من محاولات فرض الوصاية على الشعب، بأحزابه ونقاباته وحراكه السلمي الجماهيري، متنوع المكونات، التي دأبت بها قوى الاستبداد والتخلف والتفتيت والتبعية.
▪️لذلك يظل التفاوض هو الطريق الوحيد لإنهاء الحرب، بدءًا بإعلان وقف عاجل لإطلاق النار غير مشروط. وهو الاختبار لمصداقية الوطنية والتمسك بوحدة السودان شعبًا وأرضًا علمًا بين الأمم.
حزب البعث العربي الاشتراكي
كلمة الهدف
2025/5/7
Leave a Reply