ألم نقل إنه نظام وعصر التفاهة؟

بقلم الأستاذ/ وجدي صالح

حرب لعينة، مسرح للعبث والعبث السياسي…
لم نستفق من مجزرة صالحة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مواجهة المدنيين، قتلًا وانتهاكًا للكرامة والحق في الحياة، والتي تُشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، حتى ظهر علينا البرهان يتنفس حقدًا على الثورة والثوار: (ما في تاني مجد للساتك، هذا عهد قد ولى، المجد للبندقية).
نعلم عداءك وحقدك على الثورة والثوار، ولماذا. نعلم، وذاكرتنا مليئة بما ارتكبته من جرائم في حقها وحق البلاد طوال السنوات الست الماضية. نعلم دوافعك التي لم ولن تستطع إخفاءها أنت وشركاؤك من الكيزان والفلول.
لقد توهمتم القدرة على القضاء على هذه الثورة التي عبّرت عن إرادة شعبية موحدة أذهلت العالم، فقمتم بالآتي:
ارتكبتم، مع شركائكم من كتائب الكيزان وشريككم الذي تتحاربون معه الآن، أكبر مجزرة بفض اعتصام القيادة العامة وإعلان انقلابكم على الثورة والثوار، وأنكم ستقومون بتشكيل حكومة انتقالية لمدة تسعة أشهر… وفشلتم.
أعقتم مسيرة حكومة الثورة الانتقالية بكل الوسائل غير المشروعة (الحفر بالإبرة)، كما اعترفتم… وفشلتم.
قمتم بانقلابكم على حكومة الثورة الانتقالية في 25 أكتوبر 2021، ورغم مواجهتكم للثوار ببندقيتكم التي تمجدونها، والتي لم توجه إلا للشعب، ورغم سقوط المئات من الشهداء بأسلحتكم، لكنكم أيضًا فشلتم في الحصول على تأييد أو منحكم شرعية.
عملتم على خلق واقع جديد يمكنكم من السلطة ويعيد الفلول، فأشعلتم أنتم أعداء الثورة هذه الحرب، والرابط بينكم فيها هو العداء للثورة والثوار، ففشلتم ودمرتم البلاد وشرّدتم إنسانها.
ولأنها ثورة وعي تُدرك أهدافها وغاياتها، فإنكم، بالحقد والكراهية التي تملأكم تجاهها، لم تكتشفوا ذلك إلا بعد عامين.
لقد أدركتم متأخرًا أنها ثورة حقيقية، وأنهم ثوار لا يمكن التحايل عليهم بكلمات (التحية للراستات والواقفين قنا)، فاخترتم المواجهة بمثل تلك الرسالة المباشرة لقوى الثورة، مفادها أن ثورتكم السلمية التي تعتزون بها قد انتهت، وأن لا مجد لها ولا لأدواتها، فالمجد للبندقية الآن.
اتبعتم ذلك بإصدار قرارين: أولهما تعيين الكوز واحد طهاة مطبخ علاقتكم المشبوهة مع العدو الصهيوني، الذي بدلًا من ان تدعموا بندقية النضال الفلسطيني التحرري؛ استقويتم به في انقلابكم المشئوم والتقيتم بالمجرم نتنياهو وفتحتم لاستخباراته وأجهزته الأمنية مخازن (بنادق) التصنيع الحربي.
دفع الله الحاج وزيرًا لمجلس الوزراء ومكلفًا بمهام رئيس الوزراء، والكوز عمر عيسى، الذي كانت لجنة التفكيك قد أنهت خدمته، وزيرًا للخارجية. وكان من قبل قد أصدر قراراته بتعيين المستشار الكوز محمد الفاتح طيفور، الذي أنهت خدمته لجنة التفكيك، نائبًا عامًا، وتعيين المستشار الكوز معاوية عثمان، الذي أنهت خدمته لجنة التفكيك من وزارة العدل، وزيرًا للعدل. والنماذج متعددة بمؤسسات الدولة كافة.
الآن يعلنها قائد الانقلاب، البرهان، مواجهة علنية ومكشوفة مع قوى الثورة بعد أن فشل، مع الكيزان والفلول، في إضفاء أي شرعية لسلطة الأمر الواقع منذ 25 أكتوبر 2021، أو شرعية تتستر خلف جدار الحرب، قاصدًا بذلك جرّ الثورة والثوار لدائرة العنف المضاد والتخلي عن أقوى سلاح تمتلكه الثورة، وهو سلميتها ومشروعها المستقل.
لك ولهم:
استلمنا الرسالة…
لن ننجر للعنف، ولن نكون جزءًا من هذه الحرب، ولن نتخلى عن مشروع وأهداف ثورة ديسمبر وشعاراتها.
المجد عندنا ليس للبندقية،
المجد للسلام ولإرادة الشعب السلمية.
المجد عندنا للشهداء، للّساتك، للشوارع التي لا تخون.
هلا رجعتم ورجعت بذاكرتك للوراء، ألم يتنطع ويتعالى ويتطاول، وقال المخلوع مثل قولك هذا؟ أنت وأنتم تعلمون ماذا جرى له، لأنك قد أتيت بعده، ولولا هذه الثورة لما عرفك أو ذكر اسمك أحد.
إذًا، فاستعد أنت لذات المصير.
هذه ثورة لا تموت، إنها إرادة شعب لا يُقهر ولا ينكسر ومنتصر.
هل ستستمرون في غيكم أم ستعوا الدرس؟

#المجد_للشهداء
#المجد_للثورة
#المجد_للثوار
#إنها_ثورة_حتى_النصر