
د. عصام علي حسين
تكمن الأهمية الاقتصادية للموانئ البحرية في أنها تمثل أهم حلقة في سلسلة النقل المتكامل وهي منفذ للعالم الخارجي. وتعتبر المنافع العامة وأساسيات التنمية لما تحققه من موارد مالية وبالتالي تؤدى الى تحسين ميزان المدفوعات وتخفض تكاليف الاستيراد والسلع والمواد الخام مما تزيد من القدرة التنافسية للصادرات، كما أنها تساعد على دعم وتأكيد الاستقلال الاقتصادي والسياسي للدولة.
وتمثل الموانئ البحرية في أفريقيا مدخلًا مهمًا للنفوذ الأمني والاقتصادي للعديد من القوى الطامحة لتعزيز نفوذها في القارة، وبوابتها لتطوير التجارة مع الدول الأفريقية، كما أنها موطئ قدم مهم لتدشين قواعد بحرية أو تجارية أو عسكرية بهدف تعزيز الحضور الدولي في المناطق الاستراتيجية بالقارة.
يعتبر البحر الأحمر واحدًا من أهم طرق الملاحة الرئيسية في العالم، إذ يربط بين قارات ثلاث هي أفريقيا وآسيا وأوروبا، وتطل عليه تسع دول، سبع منها عربية.
وقد أقامت أغلب هذه الدول عددًا من الموانئ على ضفتيه، منها موانئ ذات أهمية إستراتيجية كبيرة نظراً لدورها البالغ الأهمية في التجارة الدولية.
ولا تتوقف الأهمية الإستراتيجية لهذه الموانئ المقامة على البحر الأحمر على كونها ممراً ملاحياً مهماً فقط، وإنما يضاف إلى ذلك كونها معبراً رئيسياً لتصدير نفط الخليج إلى الأسواق العالمية، وتمثل كذلك مركز الربط الأساسي ونقطة عبور الحركة التجارية بين البحر المتوسط والمحيط الهندي وبحر العرب.
هنالك حالة تنافس محموم بين الكيانات السياسية والاقتصادية الكبرى دوليًّا وإقليميًّا، في سعيها لتحقيق أكبر قدر ممكن من النفوذ والتأثير على قطاع النقل الأكبر عالميًّا، عبر سيطرتها على أهم المواقع الاستراتيجية في النطاق الجغرافي الممتد من غرب المحيط الهندي وصولًا إلى شرق المتوسط.
ونواصل ،،،،،،
Leave a Reply