أَحْلامٌ شَائِكَةٌ

أمفيدة بلحودي
من تونس

كوَرْدُكَ.. وَالغِيَابُ…

يَمُرَّانِ كَمَا الشَّتَاءِ

فِي مَجَازِ الكَلَامِ..

نَوْءٌ يَسَّاقَطُ عَلَى وَجْهِ النَّوَافِذِ…

وَأَنَتَ تُدَخِّنُ صَمْتَكَ.. فَوْقَ

مَمَرَّاتِ السِّنِينِ..

تَلُوِّحُ بِظِلِّكَ..

نَحْوَ شُرْفَتِكَ البَعِيدَةِ…

وَحْدَهَا الغُيُومُ سَقْفًا…

لِأَحْلَامِكَ الشَّائِكَةِ..

تَقْبِضُ عَلَى فِكْرَةٍ مِنْ قَوْسٍ

قُزَحٍ..
تُؤْنِسُ.. خَطْوَكَ الحَزِين.َ،

يَمُرُّ سُؤَالٌ فِي ذِهْنِكَ سَرِيعًا…

يُدَغْدِغُ تَرَاتِيلَ اللَّيْلِ فِي

بَيَاضِ الصَّبَاحِ…

كُلَّمَا تَشَاجَرْتَ مَعَهَا… تَغَيَّرَ

لَوْنُ المَدِينَةِ…

وَأَضْحَى الشِّتَاءُ.. وَالمَطَرُ

بِلَا مَعْنَى…

وَصَارَ الشَّوْقُ… مَوَاوِيلَ

فِي نَسِيمٍ الضِّيَاعِ..

يَحْرُسُ إِحْسَاسَكَ المُتَبَقِّيَ،

فِي هَمْهَمَاتِ العِنَاقِ…

غَرِيبًا، يَتَمَرَّدُ عَلَيْكَ.. غَيْمُ

اللِّقَاءِ

يَمُدُّ إِلَيْكَ سَمَاءً…

فِي مُنْتَصَفِ الوَرْدِ وَاليَاسَمِينِ…

يَلُفُّكَ البَرْدُ،

وَوَطَنٌ مَقْهُورٌ مِنْكَ…

يَكْتَظُّ فِيهِ جَمِيعُ المُتْعَبِينَ…

وَكُلُّ البِلَادِ فِي عَيْنَيْكَ..

رَغِيفُ شَوْقٍ..

وَسُنْبُلَةٌ بِلَا قَمْحٍ،

تَأْخُذُكَ سَهْوًا… نَحْوَ فُصُولٍ

كَثِيرَةٍ…

فِي غَسَقِ العُمْرِ

تَطْرُقُ بَابَ الوَقْتِ…

وَيَنْحَنِي لَكَ الحِبْرُ…

يَسْكُبُ مَاءَهُ عَلَى أَرْضٍ

مُسْتَعَارَةٍ…

ثُمَّ يَخْتَفِي فٌي غُرُوبِ

الجَائِعِينَ..

هُنَا.. فَوْقَ مَعْطِفِكَ.. تَسْقُطُ

امْرَأَةٌ

كَشَجَرَةٍ عَالِيَةٍ…

تُضِيءُ عَتَمَةَ بَيْتِكَ

وَتَنْثُرُ عِطْرَهَا.. فَوْقَ أَزْرَارِهِ…

ثُمَّ يُجَفِّفُ الرِّيحُ.. أَلْوَانَهَا..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.