
تقرير/ خالد ضياء الدين
يستمر حصار الفاشر لأشهر طويلة وشهدت المدينة أكثر من 100 معركة وقصف مستمر بهدف السيطرة عليها.
وفي نفس الوقت تهاجم قوات الدعم السريع مدن وقرى في كردفان غرباً وشرقاً، تلك المعارك كانت داخل المدن بين الكر والفر وتبادل السيطرة، كسبت بعضها بينما عجزت عن دخول بعض المناطق حيث واجهت مقاومة عنيفة.
الآن تشهد المعارك أسلوباً جديداً بعد عودة القتال لدارفور وكردفان، وهو قتال قديم متجدد وذلك بعد أن استعاد الجيش سيطرته على 90% من عاصمة البلاد وولاية الجزيرة وانسحاب قوات الدعم السريع لمناطق آمنة في دارفور التي أدخلت إليها قوات جديدة تلقت تدريبها وتسليحها داخل الأراضي الليبية، كذلك في مدن وقرى دارفور.
الدعم السريع تدرب وقاد كل انتصاراته السابقة(قبل حرب 15 أبريل) على فصائل حركات دارفور في حروب الصحراء مستعيناً في ذلك الوقت بإمكانات الدولة والجيش وتفوق التسليح.
بعد هزيمة حركات دارفور انسحب ماتبقى منها لمناطق آمنة داخل الحدود الليبية التي تشهد هي الأخرى مؤخراً نزاعاً قبلياً وسياسياً وتقاسم للنفوذ العسكري.
تلقت قوات مناوي تحديداً خلال الأعوام السابقة منذ أيام تواجدها في ليبيا دعماً جديداً وإعادة ترتيب، واستقطب لها مقاتلون جدد، وكان من الغريب أن تصدر الأمم المتحدة في أحد تقاريرها مايفيد بدعم دولة الإمارات لتلك القوات!
اعتادت الحركات المسلحة في دارفور على قتال الصحراء وقد خسرت أيما خسارة عندما قرر خليل إبراهيم دخول الخرطوم، فكانت النتيجة أن تبعثرت قواته وخسرت قياداتها في مواجهات “حرب المدن” في ام درمان.
الآن المواجهات والقتال العنيف الذي لم تنشر يومياته لانشغال الجيوش بالقتال وللخسائر الفادحة من كل الأطراف، غاب التوثيق لكن ماوقع في الأيام القادمة سيصدم الشعب السوداني بصور وفيديوهات حرب الصحراء التي تشبه الحرب العالمية.
مايحدث في محلية الخوي وأطراف النهود ومناطق متفرقة في دارفور هو قتال الصحراء الذي تتناطح فيه العربات القتالية في حرب أشبه بقتال القرون الوسطى حيث تلتحم الجيوش ويصبح القتال رجلاً لرجل.
لقد تقلصت مساحة المواجهة، واحترقت العربات القتالية فوق بعضها، واقترب القصف لدرجة تاثيغره المباشر على المصفحات فزادت الخسائر البشرية لتبلغ المئات في المعركة الواحدة.
معارك الصحراء ستؤدي حتماً لإضعاف الجيوش ولكنها ستظهر في المقابل انتصار جناح على الآخر، ولو بحساب النقاط أو الضربات الترجيحية، وقد يضطر بعضها لتحسس مواقعه القديمة في الداخل الليبي الذي يعاد تشكيل القوة فيه بعد عودة القتال إثر اغتيال أحد قادة المليشيات العسكرية، وقد قدمت الأراضي الليبية الملاذ الآمن لفصائل دارفور كذلك للدعم السريع خاصة في الفترة الأخيرة.
نطح الكباش على أشده في صحراء الخوي وأطراف النهود، الدعم السريع يزيد من حشوده ويظهر امتلاكه لأسلحة متطورة استعداداً لمواجهات مع متحرك الصياد الذي تأخر تقدمه تاركاً ابتدار معارك الصحراء للقوات المشتركة التي تستخدم نفس الأسلوب القتالي للدعم السريع الذي يجيد عمليات الكر والفر وسرعة الالتفاف.
من المبكر التنبوء بمن سيكسب حرب الصحراء لكن المؤكد أن دماء كثيرة ستراق على الرمل وسيخسر السودان خيرة شبابه الذين كان يفترض أن توجه طاقاتهم للبناء ونماء الوطن المنكوب.
Leave a Reply