
محمد حماد عبدالمنعم
أحسست طيفًا فتبينته،
فكانت كل الدلائل تشير إلى الفرح الجزافي وأصواتًا لا تتلاشى..
انفراط جأش وتصاعد أنفاس وامتزاج
الروح بالبنفسج والياسمين،
فتداعتها ولم تسفعها فرائصها..
عدت فغالبني الحنين فتداعيت الفرح..
ولأتأمل: مرحت مع السماء
وارتعت بين جنبات بساتين (أبي جبيهة)، التي دفعتني
لأبيح المحظورات، فأحسست السماء مرهً أخرى؛
فجذبتني ألوانها وأخذتني الرأفة، وغطتني كعصفور بوغت في نومه
فأقعدته، وأنخت منتزعًا قدميه كأنه يمشي على وحل،
وسرعان ما انطفأ كالسراج.
فمازلت متدثرٌ بالصبر وأخشى التعلل الذي يشوبه الكذب؛
لذلك أحببت سجع حمائم الوداع وصوتها الرخم..
لقد أهلكتنا الحـ ـروب= يا سادتي وصببنا الصبر على الجراح والآلام؛
ونروم ما نروم من أماني=
وهل يُهلك الإنسان إلا من غدر الأماني ؟!
لقد نأينا كثيرًا يا “أيها الناس” وأخذنا النوم طويلًا
ومازلنا نكرُّع السموم !!
إذاً ما بال الجيوش والميليشيات التي تصطاد الحمائم ؟!
وما بال الجيوش والميليشيات التي تجز الرؤوس
وتذبـ ـح الإنسان وتبقر البطون، وأصبح يجوع الناس ويمرضون..
فالحـ ـروب يا سادتي=
هي الوحيدة في العالم، التي تأخذ ضعفي قيمة الأشياء،
وأن الكلمة الواحدة، والطلقة الواحدة
بضغطه على الزناد تأخذ الأرواح؛
ولا تدفع لها قيمة معروفة
#الله_غالب
#أبريل26
Leave a Reply