
أمجد أحمد السيد
في زمنٍ اختلط فيه صوت الرصاص بنباح الكراهية وارتفعت منصات التشويه فوق أنقاض الوطن، تُطل الفنانة نانسي عجاج كأيقونة للفن الملتزم وبنتٍ للثورة التي لم تنحنِ رغم الأعاصير. واليوم. تتعرض نانسي لحملة مسعورة من أبواق الحرب و”البلابسة”، في محاولة يائسة للنيل من رمزٍ وطني وإنساني لطالما كانت صوته يتقاطع مع صوت المقهورين وهمسات المنكوبين.
*بنت المواقف النبيلة*
منذ انطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة كانت نانسي حاضرة بقلبها وصوتها في كل ساحةٍ للحق. غنّت للحرية وسجدت مع الشعب في مواكب العزة وارتفعت أغنياتها كأدعيةٍ في فضاء الوجع الوطني لم تكن يومًا فنانةً “صالونات”، بل صوتًا للشارع ورئة يتنفس بها الحالمون بوطنٍ لا يُذبح فيه الأبرياء على أعتاب الطمع والسلطة.
*صوت لا يُشترى*
ما يزعج البلابسة في نانسي ليس أغنياتها فقط. بل استقلاليتها. لم تساوم لم تُهادن ولم تُسخر فنها لتلميع البنادق في مشهدٍ مُثقلٍ بالخنوع، ظلت نانسي تغني كما تُقاتل الفكرة بثباتٍ وشرف. وهذا ما جعلها هدفا لآلة التضليل والدعاية السوداء.
*رسالة لكل من ينهش في شرف الموقف*
أنتم لا تهاجمون نانسي لأنها أساءت بل لأنها أبت أن تصمت. لأن صوتها يعلو فوق دوي المدافع ولأنها اختارت أن تكون مع الوطن لا مع من يحرقه. وصدق من قال: “البهبش نانسي بهبشنا كلنا”، فهي منا، ومن الثورة ونحن منها.
ختامًا نانسي ليست فقط “فنانة الشعب”، بل شاهدة على ألمه، ومُغنّية لأحلامه، وسيف في يد الحقيقة. فلتسقط حملات التشويه، ولتعلُ الحقيقة، فالفن النظيف لا يُلطخ وأصوات الحرية لا تسكتها الجيوش الإلكترونية.
Leave a Reply