مدينة ود مدني تعيش بؤس الخدمات الصحية وبطء عودة الكهرباء وغياب الأمن

من مدينة بدت وكأنها محطمة طوال ثلاثة عشر شهرًا من سيطرة قوات الد.عم الس.ريع، عادت الحياة بشكل جزئي إلى ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، مع استئناف حركة الحافلات على الطرقات وتشغيل جزئي للميناء البري، ونشاط المواطنين في الأسواق وشارع النيل، الوجهة الأولى لقضاء الأمسيات قرب شاطئ النيل الأزرق، تعيش المدينة أزمات عديدة.
لحظة اندلاع القتال في العاصمة الخرطوم منتصف أبريل 2023، كانت مدينة ود مدني الوجهة الأولى للسودانيين للنزوح مع نقل قدر من الأنشطة التجارية وخدمات بيع الأطعمة وشركات المقاولات ومكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بالمقابل فإن كل هذه الأوضاع انقبلت رأسًا على عقب إثر هجوم قوات الد.عم الس.ريع على الجزيرة، بما في ذلك العاصمة ود مدني نهاية ذات العام.
يحاول مواطنو المدينة استرداد روح ود مدني من خلال مشاهد رجال شرطة المرور في التقاطعات الرئيسية، أو الحافلات التي تنقل الركاب بين الأحياء والسوق، أو صيحات بائع الخضروات في الأحياء على شاحنة قديمة في وقت مبكر من الصباح.
المدينة لا زالت تعاني من تذبذب خدمات الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة وغيابها لأكثر من عامين عن أحياء غرب المدينة ” المنيرة، الدرجة وغيرها” وانتشار أسواق المسروقات في أحياء “عووضة، حلة محجوب، وغيرها” وسط غياب الأجهزة الأمنية.
ويشكو المواطنون في أحياء ود مدني من تردي البيئة وانتشار البعوض الناقل للملاريا بشكل كثيف، وعدم انتظام خدمات مياه الشرب وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.
تسري الحياة في ود مدني مع محاولة مستميتة من سكانها لإحياء الأمل إثر فقدانها أصول تقدر بمليارات الدولارات، وآليات مشروع الجزيرة الأسواق والبنوك والمنازل بالنهب الذي وصفته تقارير لجان المقاومة ومراصد حقوق الإنسان بالممنهجة من جانب قوات الد.عم الس.ريع قبل انسحابها واستمرارها حتى مع دخول الجيش ومشاركة عدد من أفراده في عمليات السلب والنهب.
يذكر أن قوات الد.عم الس.ريع سيطرت على مدينة ود مدني منذ نهاية العام 2023، بعد انسحاب الجيش وحتى يناير 2025، والانسحاب وعودة الجيش دون ق.تال وتمكن آلاف المواطنين من العودة إلى منازلهم والتي تعرضت اغلبها للنهب.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.