
الخرطوم: الهدف
#الهدف_تقارير
#ملف_الهدف_الاقتصادي
تشهد عدة ولايات سودانية أزمة خانقة وغير مسبوقة في إمدادات الوقود، نتيجة لتصاعد وتيرة الهجمات التي تنفذها طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع على مناطق حيوية ومستودعات استراتيجية للوقود. وقد أدت هذه الهجمات الأخيرة، التي تركزت بشكل خاص في مدن رئيسية مثل بورتسودان، كوستي، وعطبرة، إلى قطع شبه كامل لخطوط الإمداد وتدمير أجزاء كبيرة من المخزون الاستراتيجي للبلاد من المشتقات النفطية.
الأزمة فاقمت بشكل كبير من صعوبة الحصول على الوقود، حيث أفاد شهود عيان وتقارير محلية بوجود طوابير طويلة وازدحام شديد أمام محطات الوقود القليلة التي لا تزال تعمل، حيث يضطر المواطنون ووسائل النقل المختلفة للاصطفاف لساعات طويلة، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويعرقل حركة الحياة الطبيعية.
تداعيات تتجاوز محطات الوقود:
الأزمة الحالية في إمدادات الوقود ليست مجرد مشكلة لوجستية، بل تحمل في طياتها تداعيات اقتصادية وإنسانية كارثية تشمل:
شلل في قطاع النقل: يؤثر النقص الحاد في الوقود بشكل مباشر على حركة النقل الداخلي بين المدن والولايات، وعلى حركة المواصلات العامة والخاصة، مما يعيق تنقل المواطنين ويزيد من تكلفة السفر ونقل البضائع.
تأثير على القطاع الزراعي: يعتمد جزء كبير من الأنشطة الزراعية على الوقود لتشغيل الآلات والمعدات (مثل مضخات المياه)، مما يهدد بتباطؤ أو توقف العمليات الزراعية في بعض المناطق، وينذر بتفاقم أزمة الغذاء المحتملة في المستقبل القريب.
ارتفاع الأسعار والتضخم: يؤدي نقص الوقود وارتفاع تكلفة النقل إلى زيادة أسعار السلع الأساسية الأخرى، مما يغذي دوامة التضخم التي يعاني منها الاقتصاد السوداني أصلاً.
عرقلة العمليات الإنسانية: تعتمد العديد من المنظمات الإنسانية العاملة في السودان على الوقود لتسيير مركباتها وتشغيل معداتها اللازمة لتقديم المساعدات للمتضررين، ويشكل نقص الوقود تحدياً كبيراً أمام جهود الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها.
تهديد إمدادات الطاقة: استهداف مستودعات الوقود ومحطات الطاقة المرتبطة بها، كما حدث في بورتسودان، يهدد بإحداث انقطاعات واسعة ومستمرة في التيار الكهربائي، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية ويعيق عمل المؤسسات والخدمات الأساسية.
تأثير على القطاعات الإنتاجية: تعتمد العديد من المصانع والورش والأنشطة الإنتاجية الأخرى على الوقود كمصدر للطاقة، ويؤدي نقصه إلى توقف أو تقليل حجم الإنتاج، مما يضر بالاقتصاد ويفاقم مشكلة البطالة.
تأتي هذه الأزمة في الوقود لتضاف إلى سلسلة التحديات الاقتصادية التي تواجه السودان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، بما في ذلك انهيار قيمة العملة الوطنية، وتوقف العديد من الأنشطة التجارية والصناعية، وتضرر البنية التحتية بشكل واسع. وتؤكد الهجمات الأخيرة على مستودعات الوقود مدى استهداف البنية التحتية الاقتصادية للبلاد، مما ينذر بمزيد من التدهور في الأوضاع المعيشية والإنسانية للمواطنين السودانيين.
Leave a Reply