
بقلم: جودة بشارة
يا سلام على حريق البلاد
ياسلام للمناظر الجميلة، لدمار الأبراج وحريقها، يا لروعة اللهب والدخان يغطي سماء البلاد، يا لروائح شواء أجساد الجنود والمدنيين، يا لجمال الأجساد المتفحمة.
يا للأسف أن بعض المباني ما زالت قائمة، وأن بعض البيوت لم تنسف، يا للأسف أن الأشجار ما زالت مخضرة في شارع النيل، هل لها من أبطال يحرقونها؟ هل لبقية البيوت من يدمرها، ولبقية الشعب من يقتله؟
ما أجمل أخبار الموت في الأحياء السكنية حين تسقط الدانات والشظايا فتتمزق أجساد الأمهات والآباء والأطفال والشباب، يا للأسف أن بعض المدارس ما زالت قائمة لم تنسف أو تدمر أو تحول لمقابر ليدفن فيها الطلاب والمعلمين.
يا سلام حين تصل الأخبار للبنات والأولاد خارج السودان أن آباءهم وأمهاتهم قد قتلوا بالقصف، وأن جيرانهم قد شردوا، يا لحلاوة الأخبار.
يا لأجمل الأخبار حين تغلق المستشفيات وتدمر محطات المياه والكهرباء، هل هنالك أجمل من جوع الناس وهم يجلسون في صفوف الانتظار ليحصلوا على قليل من بليلة يصنعها ويوزعها رجل شرير وملعون من الجيران؟
يا لروعة الحرب، تبًا لدعاة السلام، لعن الله من يسعى لإيقاف الحرب، فبلادنا لم يكن ينقصها سوى الحروب لبناء مجدها على الجماجم.
الحرب هي طريقنا للمجد. اللهم دمر وحدتنا الوطنية، ومزق نسيجنا الاجتماعي على الأسس القبلية والثقافية والجهوية، ومزق بلدنا لثلاث أو أربع دول وسلط علينا دول الجوار والإقليم والعالم، فيتبنى كل منهم جزء بحسب مصالحه. اللهم أجعل لنا عاصمتين، أو ثلاث أو أربع، فبلدنا ما زال كبيرًا ويحتاج للحروب والتقسيم.
تفضلوا دعاة الحرب وقولوا آمين، فدعوتكم مستجابة.
الحرب لعبتنا الأخيرة
الحرب خيبتنا الأخيرة
الحرب لعنتنا الأخيرة
Leave a Reply