بيان حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة قطر سوريا

أمة عربية واحدة
ذات رسالة خالدة
.
حزب البعث العربي الاشتراكي
قيادة قطر سوريا

تعقيباً على الأحداث التي شهدتها بعض المناطق في سوريا وتصاعد العدوان الصهيوني عليها وتحرك الخلايا النائمة للنظام البائد، أصدرت قيادة قطر سوريا لحزب البعث العربي الاشتراكي البيان التالي نصه:

جماهير شعبنا في القطر العربي السوري،

بعد أن تم إسقاط نظام الفساد والاستبداد والتوريث السلطوي، وتأملت جماهير شعبنا خيراً ببزوغ مرحلة جديدة في حياة سوريا السياسية تعيد لها عروبتها وعزتها وكرامتها، تحركت القوى الظلامية والخلايا النائمة للنظام البائد، وبتحريض ودعم من النظام الإيراني والعدو الصهيوني، لخلق بؤر توترات أمنية بهدف إعادة سورية إلى دائرة الاقتتال بين مكونات شعبنا، بغية قطع الطريق أمام إعادة بناء سوريا بناءً وطنياً يصون وحدتها أرضاً وشعباً ومؤسسات، ولغاية استكمال مخطط تدمير البنية الوطنية لسوريا وإضعاف مناعتها في مواجهتها للمخاطر التي تهدد وحدتها الوطنية.

إن القوى التي تضمر شراً بسوريا من داخلها وخارجها، لم تنتظر طويلاً بعد إسقاط النظام وطرد الوجود الإيراني عن الأرض السورية، حتى حرّكت عملاءها وخلاياها النائمة ومجاميعها المسلحة الخارجة عن القانون بإيحاءات خارجية لمهاجمة النقاط الأمنية في العديد من المناطق، بدءاً من منطقة الساحل قبل أسابيع، ووصولاً إلى ما جرى ويجري حالياً في ضواحي دمشق، وخاصة في جرمانا وصحنايا، وبما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين ومن الأجهزة الأمنية، والأخطر من كل ذلك دخول العدو الصهيوني مباشرة على خط الأحداث الدامية بتوسيع رقعة احتلاله وتدمير القدرات العسكرية السورية، وتقديم نفسه حامياً لأحد مكونات شعبنا المشهود له وطنيته وانتماؤه القومي الأصيل.

إننا، ومن موقع الحفاظ على أمن ومصالح شعبنا في سوريا وتعزيز مناعته الوطنية في مواجهة كل أشكال العدوان التي يتعرض لها، وفي طليعتها العدوان الصهيوني، ومعها الدعوة مجدداً لقيام كيان كردي في شمال شرق سوريا، في تنصل مما تم الاتفاق عليه مع الإدارة السياسية الجديدة، ندعو كل القوى الحريصة على وحدة سوريا واستعادة دورها الوطني والقومي أن تدرك جيداً حجم المخاطر المحدقة بالأمن الوطني، وأن تكون على مستوى المسؤولية التاريخية في تصديها للفتن التي تُحاك في الظلام ضمن تقاطع المصالح الصهيونية والإيرانية، بهدف إبقاء سوريا في مستنقع الترديات والاقتتال والتمزق الوطني وتفسخ النسيج المجتمعي.

كما إننا، في الوقت الذي ندعو فيه أبناء شعبنا، أياً كانت انتماءاتهم الطائفية والإيمانية، إلى الحذر وعدم الانجرار إلى المخططات الخطيرة التي تستهدف سوريا بوحدتها الوطنية وعروبتها، نؤكد لهم أن الهوية الوطنية هي التي تشكل مظلة الحماية الأساسية لهم، وعلى الجميع الانضواء تحت هذه المظلة بإعلان موقف صريح وواضح ينطلق من رفض كل أشكال العدوان والتدخل في الشأن الداخلي السوري، وبشكل خاص الدور الصهيوني.

إن طبيعة المرحلة وخطورتها تتطلب إعادة البناء الوطني بتوسيع دائرة المشاركة الوطنية في ورشة العمل الوطني، ومن كل الطيف السياسي الذي ناضل طويلاً ضد النظام السابق وضد الهيمنة الإيرانية، واصطفاف سوريا في محور يتناقض مع طبيعة انتمائها القومي ودورها في مسيرة النضال العربي بكل قضاياه، وخاصة القضية الفلسطينية. فإعادة البناء الوطني والتأهيل السياسي وتطبيق أحكام العدالة الانتقالية، هي مهمة وطنية شاملة، وإن الحضور الفاعل للقوى القومية والوطنية والديموقراطية في إنتاج النظام السياسي الجديد، بقدر ما يشكل رداً على ما يتهدد سوريا من مخاطر أمنها الوطني وأمن مواطنيها، فإنه يساهم في تحصين ساحتها من الاختراقات المعادية ويجعلها عصية على كل أشكال التخريب في بنيتها الوطنية.

رحم الله شهداء سوريا
عاشت سوريا حرة عربية وموحدة.
قيادة قطر سوريا
1 / 5 / 2025