
أمجد احمد السيد
في زمنٍ علا فيه ضجيج التحريض وازدادت فيه الأصوات التي تتخذ من البذاءة منبراً والشتائم مشروعاً سياسياً، يخرج صوت عاقل ثابت ومهذب صوت الأستاذ وجدي صالح القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي وعضو لجنة إزالة التمكين، ليذكّرنا أن السياسة ليست ساحة للسباب بل ميدانٌ للقيم والمواقف، وجدي كما عهدناه لا ينكسر أمام ضغوطات التشويه ولا يرد على القبح بمثله بل يختار أن يرد بأدب البعث وانحيازاته المعروفة للناس، لا للحرب للكرامة.. لا للسلطة وللسودان لا للانقسام. في كل مداخلاته لا تجد غير رجل يخاطب شعبه بندية ومحبة يسمع النقد قبل المديح ويختار الصدق على المجاملة
حين كتب على صفحته
الكيزان بخطابهم والبذيء من قولهم، يريدوننا أن نختفي من وسائط ووسائل التواصل مع الجماهير نقول لهم هذا لن يحدث ولن نهبط إلى مستوى خطابكم
كان كأنه يخط بيده درساً في الانتصار للأخلاق وسط معركةٍ تغيب فيها القيم. لم يكتفِ برفض الانجرار لخطاب الكراهية بل أعاد رسم العلاقة بين السياسي والمواطن على أساس من الاحترام المتبادل والتواصل الصادق، ما يفعله وجدي صالح اليوم، هو دفاع عن المساحة الأخلاقية في السياسة عن النضال المهذب عن البعث الذي لا يكتفي بالشعارات بل يورّث أبناءه لغة لا تنحني للابتذال، في زمن الحرب حيث يبحث البعض عن شرعيتهم في إلغاء الآخرين يختار هو أن يبقى مع الشعب يسمعه يتواضع له، ويضع أولوية واحدة وقف الحرب ومعالجة آثارها الإنسانية إنه ليس مجرد موقف سياسي بل هو انحياز ثقافي وأخلاقي جدير بالتوثيق والتقدير.