للبعث (هلب) مغروس في عمق الأرض..وللعقيدة بوصلة..والحق سفينة الشعب الجامعة فأركب معنا ولا تكن من الغافلين

خالد ضياء الدين
إلى:
الصامدين القابضين على جمر العقيدة في زمن اللا وعي ولامنطق.
إلى رفاقي البعثيين الذين يتجرعون مع شعبهم النزوح والجوع والموت الموزع في الطرقات.
إليكن رفيقاتي الواقفات في صف البليلة، الصائمات على جرعة ماء الفاطرات على تمرة، تحت أصوات الراجمات، وطلعات المسيرات.
رفاقي في النزوح والهجرة.. الذين تقطعت بهم السبل ولكن ما تشابهت عليهم خيوط الحقيقة،
إلى من لم تخطئ بوصلتهم ولم تتزحزح مواقفهم ولم تربكهم الحرب.
إلى من زادتهم نيران الحرب يقينا بالسلام فلم ينحازوا إلى قاتل، ولم يبدل موقفهم سارق، ولم يهزهم ويربك حساباتهم إعلام مضلل، ولا خطيب معلل، ولا صوت تهديد مجلجل.
أنتم الذين تتحركون على حقل ألغام، وتتقدمون حفاة في ميادين زرعت بالأشواك.
نعم أدميت أقدامكم وتعثرت خطاكم وتبدلت أحوالكم ولكن لم تتبدل قناعاتكم ولم تهتز فيكم قيم النضال، بل زادتكم تمسكا بمحبة شعبكم.
رفيقاتي ورفاقي أصدقاء البعث
لكم المجد يامن تقتسمون الفقر بينكم علبة دواء وكيلو سكر ورسالة تحويل بنكك مع رسالة قصيرة صادقة(المبلغ صغير والله خجلان منك).
لم تبعدكم مسافات الهجرة والاغتراب، ولم تسكن قلوبكم الأنانية ولم تعصب عيونكم القبلية فأنتم أكبر ورؤيتكم أشمل.
أنتم عصارة الفكر ومخزون التجربة وبيت الحكمة، وقد فزتم ورب الكعبة في أعظم الاختبارات قسوة، وأكبر التحديات على الإطلاق .. لقد برهنتم على وعيكم وأصالتكم في زمن صمت فيه البعض عن قول الحق حتى ظن الباطل أنه انتصر.
لقد أثبتم أصالة معدنكم وثقتكم في خطكم الصحيح فكنتم برهان الحقيقة، تصدحون بها غير هيابين من السجون والإخفاء ومحاكم الموت بالتصفيات الفورية.
تحياتي رفيقاتي/رفاقي تحياتي أصدقاء العقيدة والمبادئ تحياتي قيادة، وقاعدة تقود.. كل في موقعه رسول محبة وإنسانية .
إليكم يامن تمسكتم بالبعث طريقا، ومنهجا في التحليل فلم تضيع في عرض البحر قواربكم، وصيتي إن كان لي أن أوصيكم ونفسي، ان
اقتربوا أكثر مما كنتم، ثبتوا أقدامكم فالأرض لزجة من فيض الدماء.. دخان القنابل يمنع الرؤية.. والصراخ قد يشوش السمع.
إليكم يامن تفانيتم، أيها الذهب المجمر، يامن تألقتم في زمان الانزواء، تفقدوا بعضكم كما أنتم الآن وأكثر .. لايجوع بينكم رفيق، ولا تبيت ماجدة جائعة، وكونوا عناوين يذكرها التاريخ، والبعثيين بكل فخر واعتزاز.
(اتحزموا وشيلو الشيلة وأنتم لها)
وفي الختام أجد نفسي طائعا، أنحني احتراما لكل رفيق/ة، قدموا احتياجات رفاقهم على احتياجاتهم(يؤثرون على أنفسهم ).
إلى من قلل من (مصروف) أسرته ليساهم ولو بالقليل في تكايا الأحياء، وعلاج المرضى، وإغاثة الملهوف.. لكن رفيقاتي الماجدات الصامدات في أسركم الصغيرة والكبيرة الممتدة، لا اتردد في ان أخلع عيني وأهديها لتبصرن الطريق ويستمر المسير حتى الوصول.
رفاقي رمز الصمود الذين كلما تشابهت على الناس الأبقار ، وكثر السؤال عن وصفها ولونها، تجلى وعيهم وإيمانهم بعظمة البعث وصحة الطريق، فأعادوا النظر إلى نبع الرسالة الأولى، بفيضها ونبلها وصدق طفولتها، وفتوة شبابها وحكمة شيوخها، ثم وضعوا بوصلة العقيدة أمامهم لتقودهم إلى صواب القبلة، فكان تمسكهم بنهج البعث في زمان الميوعة، وتداخل الخنادق، هو اختيارهم وزورق نجاتهم.
الحمدلله الذي وفقنا في اختيار الطريق الصحيح..والحمدلله الذي جعلنا رفقة الشرفاء الذين اختاروا (المشي في الطريق المشوبو كبارهم)..طريق الحق.. والحمدلله على نعمة الموقف الصحيح في هذا الامتحان العسير الذي يمر به شعبنا وأمتنا.