
قصة: عادل سيد أحمد
#ملف_الهدف_الثقافي
يُمكن، جداً، أن أطلق على يومي هذا، اليوم العالمي للصُفوف، فقد بدأ الصباح بصفَّ الرغيف، مروراً بصفَّ الغاز: فدىً لأمِ العيال وأولادها، وها أنا ذا والساعة تُشير إلى الواحدة والثُلث ظهراً، أجد أمامي صف بنزين، وألجهُ فرحاً، رغم أني لا أستبين مبني الطلمبة نفسه من حيثُ مكاني في آخر الصف العجيب.
وتلُّوى الصف، بين ظلٍ ورقراق وشموس.
وتلوينا…
وعند الساعة الثانيّة وعشرة دقائق، توقف الصف لتفريغ جديد، وانتظرنا، ثم انتصرنا في تمام الرابعة والنصف، ونزلت من السيّارة لأساعد عامل الطلمبة في فتح خزان الوقود، وقلت له، وأنا ما بين الشك واليقين:
– فُلْ يا أبو الشباب!
واستجاب الرجلُ لأمري، وصار الخزان، الآن، مملوءًا الآن تماماً بالبنزين.
ودلفت إلى داخل السيارة، فوجدته، قريني، مهندماً ومنتعشاً تفوحُ منه روائحُ الصابون والعطور… هذا حاله، دائماً ما لا يُرافقني إلا بعد انتهاء الصُّفُوف، بل وزوال المحن التي تسم الحياة في بلادي، وقلت لهُ:
– تسوق أنت ولا أنا؟
– بسوق أنا، أنزل!
وأفسحت المكان لقريني للسياقة نحو البيت.
وأغمضت عيني وأنا أنصتً لهدير المحرك، وما أن هدأ الهدير، أحسست بشيء بارد فوق جبيني، لعله كمادة، وأصواتا حولي كأنها قادمة من قاع بئر:
– يا جماعة زحُّوا، أدوهوا الهواء… الزول ضربتو الشمس!