اصحي يا ترس
بشير اربجي
(مدنياوووووو) يابرهان
من أغرب قصص العسكر كان هو ما حدث صبيحة الأمس حين راجت الشائعات عقب أن ذهب الطلاب لمدارسهم والعمال لمصانعهم والموظفين لمكاتبهم عن (انقلاب فاشل) تعددت التكهنات والأخبار المفبركة عنه وعن هوية منفذيه، فتارة وكامتداد للشائعات التي ملأت الاسافير ردحا من الزمان كان الحديث يدور عن قيام أحد أحزاب الحاضنة السياسية للحكومة به، والمقصود به حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل وتارة يقال إنهم عساكر غير منتمين لقوي سياسية، لكن وحسب التحريات وضح أنهم من فلول النظام البائد بالقوات المسلحة السودانية التي لم يطالها (التفكيك) هي وغيرها من القوات النظامية الاخري خصوصا جهاز أمن المخلوع الذي تغير إسمه فقط لجهاز المخابرات العامة، لذلك فهذا الذي حدث يمكن أن نسميه محاولة (جس نبض) من قبل القيادات العسكرية بالدولة ليس إلا، فلا يمكن أن يتم انقلاب على سلطة يوجد بقيادتها خمسة من كبار الضباط وقادة القوات المسلحة السودانية بالقصر الرئاسي كأعضاء بمجلس السيادة الانتقالي دون أن تتم حتي محاولة لاعتقالهم، فمن المعلوم سلفا أنهم سيكونوا أول المستهدفين بالاعتقال والإجراءات التحفظية بحكم مناصبهم مضافا لهم قيادات الوحدات والاسلحة المختلفة بالقوات المسلحة، لكن أن يتم بث خبر عن محاولة انقلابية فاشلة حتي قبل أن تبدأ ويترك المواطن نهبا للشائعات على مدي خمس ساعات فهذا أمر مقصود لذاته وليس للسيطرة على نظام الحكم يابرهان، ونحن كشعب سوداني نعلم تماما من الذي يستهدف الفترة الإنتقالية بالفوضي ومحاولة الارتداد على الثورة المجيدة والانقضاض عليها، فقد قمت أنت وقواتك المسلحة قبل أيام قلائل بنشر مقال طويل تحمل فيه مسؤولية كل شيء يحدث بالبلاد للحكومة المدنية الإنتقالية وتخرج نفسك من كل مسؤولية، فى الوقت الذى يعلم فيه الجميع أنك تتعمد الفشل فى الملف الذي تدعي أنه السبب لشراكتك ولجنة المخلوع الأمنية للحكم (ملف الأمن) وتعرقل بكل ما أوتيت من قوة بقية الملفات التي تعمل عليها السلطة التنفيذية.
كذلك فأن رسائلك بخطابك بمدرعات الشجرة كانت من الوضوح بمكان ، حيث أعلنت فيها صراحة انقلابك على الوثيقة الدستورية الحاكمة، حينما تحدثت عمن اتهمتهم بالانقلاب مبررا فعلتهم بالأوضاع الإقتصادية التي تتسبب بها وموجها نقدك للشريك المدني كأنك لا تعلم أن هناك وثيقة دستورية الزمتك بحفظ الأمن بجانب التعاون معه، فهل لا تدرك يا برهان أن التفاف الفلول حولك لن يجعلك رئيسا للحكومة أبعد من نوفمبر القادم ولن تستطيع أن تفعل أي شيء حيال إنتقال الحكم منك للجانب المدني إلا عبر انقلاب عسكري تعمل على التحضير له كأن لم تكن جزء من نظام المخلوع البائد الذي ثار عليه الشعب بثورته السلمية التي صارت مضرب المثل وملهمة لكل الشعوب واسقطته رغم دمويته التي كنت أنت أحد بيادقها التي يحركها الدكتاتور لقتل الأبرياء، وليكن بعلمك الشعب السوداني يعلم أنك ضد الثورة وانقلبت عليها فى الثلاثين من يونيو العام 2019م حينما ارتكبت انت وعسكرييك مجزرة فض الإعتصام ولكنه يمد لك حبال الصبر علك تعود لرشدك وتسلم الحكم لسلطة مدنية كما نصت الوثيقة الدستورية الحاكمة، فأنت ومجموعة العسكريين الذين تحركهم ليسوا بقيمين على الشعب السوداني ولا ثورته المجيدة، وأفضل لك أن ترعوي وها نحن نقولها لك على لسان الشعب السوداني الأبي أنه يجب عليك التفكير ملايين المرات أنت وعسكرييك قبل أن تحاولوا فرض أنفسكم حكاما بالقوة على شعب كانت يهتف (مدنياووووو) وهو يتلقي رصاصكم على صدوره العارية، ولن تفلحوا ابدأ فى ذلك فكل ما سيحدث أنكم فقط ستسرعوا من سقوطكم للأسفل أكثر مما هو حادث الآن وليس ذلك ببعيد على الشعب السوداني وثواره وبيننا الشوارع التي لا تخون.
