تعقيب على خطاب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك للأمة السودانية

تعقيب على خطاب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك للأمة السودانية

بتاريخ 15 يونيو 2021
د. امتثال بشير

في خطوة غير مسبوقة، فاجأ السيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، الشعب السوداني بخطاب، ظهر في سياقه العام، أقرب للردود منه للتبشير والتنوير بكيفية الخروج وتجاوز الأزمات المتكررة والمتلاحقة، والتي نالت الكثير من يقين وصبر الشعب السوداني، الذي هيأ نفسه بأحلام وتطلعات ما بعد التغيير.

ظهر د. حمدوك معلنا ومبررا، ولأول مرة، انه صاحب المشروع الاقتصادي، وأنه لم يكن أداة لتنفيذ أي أجندة خارجية، وهذا في حد ذاته منافي للواقع دونما مواربة، ويؤكد الميل للتفرد وتغييب المؤسسية والعمل بروح المسئولية الجماعية، ووفق الاختصاص.

لأول مرة يتطرق للرد على اتهامه بالضعف، مبررا ذلك بأنه يسعى لحفظ التوازن بين الشركاء، ويدعوهم للعمل ككتلة واحدة.

وقد جاءت بعض الإجابات مخيبة لآمال وطموحات وتطلعات الجماهير، نسبة لمجافاتها لواقع الحال وخلوها من المعالجات والتقييم والمساءلة ومنها:

– الإرتهان لصندوق النقد الدولي في الشأن الاقتصادي، حيث بات القاصي والداني يعرف ان القرارات الاقتصادية هي صدى لمطلوبات المؤسسات الدولية والدائنين، ولم يكن الأمر يحتاج للإنكار، وإنما يحتاج للتفسير.

– السيولة الأمنية التي تعيشها البلاد، أكبر دليل على عدم سيطرة الحكومة على الأوضاع الأمنية بالبلاد.

– الانصراف عن طرح الحلول والبدائل التي طرحتها قوى الحرية والتغيير، يؤكد ارتهان اقتصاد البلاد لأجندة المانحين، الإقليمية والدولية، والتأكيد على أن هذا هو الطريق الوحيد للنهوص الاقتصادي مع ان الاقتصاد معروف بأنه علم البدائل.

ختاما:

لم يكن الخطاب بحجم التضحيات في ثورة ديسمبر المجيدة، ولا بحجم تطلعات جماهير شعبنا الباسلة، التي ترنو إلى الحرية والعدالة بعين الأمل والطموح.

وما يتطلبه ذلك من وضع الأهداف في مخطط زمني معلن للشعب وملزم لجهة الاختصاص .

يتطلع الشعب كذلك لمعايشة الأفعال، لا لسماع الأقوال .