العنصرية والقبلية مدخل للتفتيت وارتداد على الانتماءات الوطنية
بقلم: مصطفى عبدالله
اتخذت السياسات السابقة دكتاتورية نميري والديمقراطية ودكتاتورية البشير من نظام الاحتلال الانجليزي مبدأ(فرق تسد ) لذلك اتخذت من القلبية حصن لها لاستمرار الحكم وهو ماشهدته البلاد من صراع جهوي بين السلطة والاقاليم او بين مكونات قبلية داخل الإقليم، والان بشكل بصورة اكبر داخل المكونات الاجتماعية داخل اقاليم السودان المختلفة.
ان استخدام الحماية عن طريق القبيلة او النزعة الإقليمية والمناطقية هى اثار للنظم السياسية السابقة ومع استمرار الزمن اصبحت واقعاً معاش، ومايزكيها الان عدم استيعاب وفهم صيحيح لاتفاقيات السلام الموقعة في جوبا .
ويضيف إلى الخطاب العنصري ادوار تقوم بها المخابرات الاجنبية، وهنالك من بعض الجهات الأجنبية لديها خطة لتقسيم السودان لدوليات، وتختفي تحت دعاوى نبذ الاحزاب السياسية، التطبيع مع الكيان الصهيوني، بالرغم من عن انتصار انتفاضة ديسمبر 2018م، وانتقل حراكها من مدينة لأخرى، ولكن البعد عن اهداف الفترة الانتقالية وهو مانجده واضحا في بند تحقيق السلام ومعالجة جذور الازمة مع الوضع التفضيلي للمناطق المتاثرة بالحرب قد استخدم لتفتيت البلد بدلا من اعتبار مدخل لتنمية المناطق المتأثرة بالحرب وصولاً للتنمية المتوازنة بخطاب لماذا هم؟ واين نحن؟ وكيف لموادنا تعطي لهم؟
كما ان خطاب الحركات المسلحة والكيانات المصنوعة شمال وسط شرق السودان جميعهم يستخدمون الخطاب العنصرى المناطقي باستعطاف اهل المناطق بالتهميش وعدم التنمية وخطواتهم في التجييش المناطقي من درع واسود وتماذج وثالث وغيرها، وهو مايدري إلى أن يتم وضع القبيلة او الإقليم في مرتبة في مقابل الانتماء للوطن.
ان انعدام الخطاب السياسي الذي يطرح الافكار لتطوير الوطن والاقاليم ببرامج تنموية ورفع المستوى المعيشي للفرد واستهاض موارد البلد والاتجاه للسلاح يوضح ان عقلية قيادات الحركات والكيانات والحكومة بحاضنتها السياسية لاتطلع بدورها الوطني المطلوب تجاه الفترة الانتقالية التي يفترض ان مهمتها الاولى وحدت البلاد وابطال كل مايمكن ان يؤثر على تحقيق هذا الهدف .
وبالمقابل استفادة النظام البائد من هذه الوضعية بحشد عناصر من مليشيات الدفاع الشعبي وكتائب الظل وهيئة العمليات داخل هذه القوات الاقليمية والقبلية لوضع حماية مستقبلية بالسلاح، وهو عجز فكري لهذه التيارات، فتطور الانسان من الاسرة للجماعة للقبيلة للحزب السياسي لن تعيد هذا التطور للخلف، فالاستفاده ستكون لحظية ولكنها ستتلاشى مع بداية العهد الديمقراطي الذي تترسخ مبادئه في المستقبل.
ومن الواجب الاسراع في الترتيبات الامنية البدمج والتسريح لهذه القوات مع مراجعة الكشوفات ووضعها الان بمعسكرات خارج المدن ومشاركتها الفعلية في بناء السلام والاستقرار في البلاد.