البعثيون يحيون يوم انتفاضة حركة رمضان العسكرية وابوراس يحدد الهوية الوطنية للحركة

البعثيون يحيون يوم انتفاضة حركة رمضان العسكرية وابوراس يحدد الهوية الوطنية للحركة

” الهدف”: امدرمان. تقرير

احيا حزب البعث العربي الاشتراكي الذكرى 31 ليوم انتفاضة حركة رمضان العسكرية، في احتفال كبير في مركز شباب ام درمان، يوم الجمعة 12 رمضان. وترحم المجتمعون في الاحتفال على ارواح شهداء حركة رمضان العسكرية المجيدة وارواح شهداء الانتفاضات اللاحقة.

تحدث في الاحتفال نائب امين سر حزب البعث العربي الاشتراكي الاستاذ عثمان ادريس ابوراس، الذي اكد على ان حركة 28 رمضان 23 ابريل 1990، العسكرية المجيدة، جاءت وفاء لالتزام القوات المسلحة بميثاق الدفاع عن الديمقراطية الممهور في 17 نوفمبر 1985

مضيفا بأنها امتداد للدور البطولي التاريخي الذي قام به تنظيم ضباط وصف وجنود القوات المسلحة (الذراع العسكري لتجمع الشعب السوداني، الذي تكون ابان انتفاضة يناير 1982) ذلك الدور المتمثل في تعبئة الوحدات العسكرية قبيل وأثناء اجتماعات التنوير في خواتيم مارس 1985، للضغط على القيادة العامة واجبارها على الانحياز للانتفاضة، وهو ما تم في السادس من ابري1985. وأضاف ابو راس قائلا: إن تلك الخطوة من قيادة الجيش كانت بهدف احتواء الانتفاضة والتي جرت على مراحل كانت أولاها اعلان ما عرف باسم المجلس العسكري في9 ابريل 1985، ثم كانت الخطوة الثانية باحالة أولئك الضباط للتقاعد بقانون القوات المسلحة المايوي، ذلك القرار انتقده حزب البعث على لسان المرحوم بدرالدين مدثر في ندوة جماهيرية عقدت في الميدان الغربي في جامعة الخرطوم في اغسطس1985، التي تم توثيقها في كراسة بعنوان:(الشعب اقوى والردة مستحيلة).

ثم استمر مخطط بقايا مايو ضد أولئك الابطال، حيث نشرت صحيفة الراية لسان حال الجبهة الإسلامية القومية، فرية تقول أنهم يخططون للقيام بانقلاب عسكري!!

إلا أنهم بادروا بفتح بلاغ ضد الصحيفة، عقدت جلسات النظر فيه في محكمة الخرطوم جنوب برئاسة مولانا أحمد أحمد أبوبكر( له الرحمة). وصدر الحكم بتبرئتهم من تهمة الشروع في انقلاب وإدانة الصحيفة وفرض غرامة مالية عليها تعويضا لأولئك الذين افترت عليهم، وبدورهم تبرعوا بتلك المبالغ لدعم القوات المسلحة، التي كانت تعاني كثيرا..

وتناول الأستاذ ابوراس المعلومات الخطيرة الهامة التي كشفها التنظيم الوطني واوصلها لمجلسي راس الدولة والوزراء انذاك، التي تكشف عن مخططات الجبهة الإسلامية لإجهاض الديمقراطية، مضيفا بأنهم لم يكتفوا بذلك التبليغ المباشر، بل قاموا بنشر معلوماتهم في مجلة “الدستور” اللندنية في خبر نشر عام 1987 يفيد بان الجبهة الإسلامية القومية تخطط لانقلاب عسكري بقيادة العقيد عمر حسن البشير. إلا أن المسؤولين في السلطة انذاك لم يتخذوا الاجراءات الاحترازية المطلوبة!!

وقال ابوراس:

“إن حركة 28 رمضان المجيدة (23 أبريل 1990) هي أحد أنجازات التنظيم الوطني لضباط وصف وجنود القوات المسلحة، الذي يتميز عن غيره من التنظيمات العسكرية بولائه واخلاصه للوطن ولرقيه وتقدمه وانحيازه لأوسع الجماهير، والتزامه الثابت، الذي لا يقبل المساومة في الخيار الديمقراطي التعددي باعتباره الشرط الحاسم في تشكيل عضويته، وفي الاتفاق أو الاختلاف مع القوى الأخرى.”

و اضاف ابوراس انه “خلافاً لكل الإشاعات والترويجات المغرضة، أن التنظيم الوطني لضباط وصف وجنود القوات المسلحة لم يكن يسابق انقلاب 30/6/1989م على السلطة، فالترويج المغرض يرمي إلى مساواة حركة 28 رمضان المجيدة بأهدافها الوطنية وعلى رأسها إعادة الديمقراطية بإنقلاب الجبهة الإسلامية التي اجهضت الديمقراطية.

إن التنظيم الوطني كان يعتبر نفسه في فترة ما قبل 89 حارساً للتعددية ومناضلاً من أجل تكريس وتجذير التوجه الديمقراطي. لذا فإنه رغم قاعدته الواسعة داخل القوات المسلحة وقدراته التنظيمية المتميزة لم يكن يخطط للوصول إلى السلطة، وقد راهن في الأسابيع الأولى التي أعقبت انقلاب 30 يونيو على دوره في تعبئة القوات المسلحة والنظامية للإنحياز لإنتفاضة الشعب عند نجاح الإضراب السياسي والعصيان المدني. وبعد أن تضاءلت فرص قيام الانتفاضة الشعبية ضد الانقلاب تطبيقاً لميثاق الدفاع عن الديمقراطية، فقد تقرر التحرك لإعادة السلطة للشعب عبر عمل فني دون إهمال الدعوة للانتفاضة.” وقال ابو راس إن محاولات توصيف حركة رمضان العسكرية المجيدة بانقلاب، تتعرى تماما بالرجوع لأول خطاب للبشير بعد الحركة إذ قال: (انها تهدف لعودة الأحزاب وفوضى الديمقراطية!! وان وراءها حزبا صغيرا هو حزب البعث!!)..

كما يؤكد التوجه الديمقراطي للحركة ان ميثاقها وبيانها الذي لم تتم اذاعته كان يدعو لتكوين مجلس وطني ومجلس وزراء تشارك فيهما النقابات ومختلف القوي المجتمعية والأحزاب السياسية، عدا حزب الجبهة الاسلامية.. ولفترة انتقالية لا تتجاوز العام تجري بعدها انتخابات عامة قائمة على مبدأ التمثيل النسبي على أن يتم إجراء تعداد سكاني شامل يتم تخطيط الدوائر على ضوئه..

وكان ابو راس قد أشار في مستهل حديثه إلى المناسبات التي يحتفي بها ألمسلمون في رمضان..غزوة بدر التي انتصر فيها الحق على الباطل..وذكرى عبور جيش مصر لقناة السويس وتحطيم خط بارليف في العاشر من رمضان 73 ..

كما أشار لوجه الشبه والمقاربة بين مجزرة 28رمضان ،ليلة العيد التي تم فيها اغتيال ابطال رمضان، وبين مجزرة فض الاعتصام والتي كان تجمع أسر شهداء رمضان يحيون فيه، ذكراها في قاعة الصداقة في الخرطوم في ليلة فض اعتصام القيادة العامة2019.

وأكد ابو راس علي الدور البطولي الذي واصل تجمع أسر الشهداء القيام به رغم الغسق والقمع الذي طالهم من زبانية الإنقاذ وطالب السلطات الانتقالية بالاستجابة لمطالب التجمع وأهمها.. الكشف عن المسؤولين عن جريمة الاغتيال وتقديمهم للمحاكمة، وتشييعهم في موكب رمزي رسمي وشعبي وإقامة نصب تذكاري لهم امام القيادة العامة..مضيفا بضرورة اعتبار حركة28 رمضان مادة تدرس للطلاب كجزء من منهاج التاريخ في المدارس، وتوفير منازل لاسر الشهداء.

وختم ابو راس حديثه بالثناء علي لجنة تفكيك التمكين مطالبا بعدم التوغل على واجباتها وصلاحياتها باعتبارها المسؤولة دستوريا عن كشف وازالة فساد الإنقاذ وجرائمها بينما مفوضية مكافحة الفساد معنية بمتابعة فساد ما بعد11ابريل 2019، اي ما بعد سقوط الإنقاذ.وأضاف بأن الوفاء لتضحيات ابطال الحركة ومعاناة أسرهم يتمثل في استكمال التحول المدني للسلطة وإنزال السلام على الارض واستتباب الأمن ورتق الفتق في النسيج الاجتماعي ودرء الفتن واستقلال القرار السيادي الوطني واتخاذ سياسة اقتصادية نقيضا لسياسات الإنقاذ الممتدة الان والتي ضاعفت من معاناة الجماهير. والتمسك بما تضمنه ميثاق تنظيم حركة رمضان من اعتبار قضية فلسطين قضية مركزية نناضل من أجل تحريرها من البحر إلى النهر.. كما شدد علي ضرورة التزام مؤسسات الفترة الانتقالية بصلاحياتها حصريا، اي بعدم تجاوز صلاحيات بعضها البعض أو أن تتجاوز ما نصت عليه الوثيقة الدستورية.

وتحدثت في الحفل الاستاذة المحامية الطفاف عباس الزين ،عن دور اسر شهداء رمضان وتمسكهم العادل بالقصاص وبمحاكمة القتلة في السودان. وكشفت الاستااذة الطاف عن رفض اسر الشهداء لنقل المحاكمات للمحكمة الجنائية الدولية. وانتقدت تلكؤ الاجهزة العدلية في تحديد هوية رفات الشهداء توطئة لمحاكمة مرتكبي مجزرة 28 رمضان.

الى ذلك شهد الاحتفال وصلات غناء وطني مبدع. وقرأ الشاعر الكبير التجاني حسين دفع السيد بعض قصائده الوطنية والقومية.