
في الذكرى 74 لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي:
7 نيسان/ أبريل
ذكرى المواقف والآمال
يوم السابع من شهر نيسان/ أبريل من كل عام، هو ذكرى لا تشيخ في عمر الزمان، ولذلك يحتفل به البعثيون مع جماهير الأمة العربية من النهر إلى البحر، فقد شهد هذا التاريخ ميلاد البعث قبل 74 عاماً، كعلامة فارقة في تاريخ الأمة، فلذلك كان له طعمه الخاص في الاحتفال، وظل نيسان/ أبريل هو شهر الفأل الحسن، ومحط آمال الجماهير المتعطشة للوحدة والحرية والحياة الكريمة، ففيه، انطلقت قبل 52 عاماً أول رصاصة لجبهة التحرير العربية ضد الاحتلال، وفي أبريل حققت جماهير الكادحين في أكثر من قطر عربي انتفاضات جسورة ضد أنظمة القهر والاستبداد، التي سرقت مواردها، ودمرت إمكانياتها، وكبلت قدراتها على الانطلاق في دروب النهضة والتطور.
وتمر اليوم ذكرى تأسيس البعث مقرونة بذكرى انطلاق مسيرة جبهة التحرير العربية في قلب الكفاح التحرري في فلسطين، وانتفاضات طلائع الجماهير، والمنطقة العربية تعيش تحديات جسيمة وعظيمة على كل الصعد والأنظمة، ويشهد العالم تحولات مدهشة في شتى مجالات الحياة، كرست للهيمنة الاستعمارية بأساليب جديدة، من خلال فرض أنماط الحياة الغربية على شعوب العالم، ونهب الثروات عبر المنظمات والشركات العابرة للقارات، وإرهاب المناضلين والأحرار، والاحتلال التقليدي للدول، إن استدعى الأمر، كما حدث للعراق.
ولكن كل تلك الأحداث والتطوارات والمعارك والمواقف التي مرت على تأسيس البعث، أثبتت صدق مواقفه وعدالة قضيته، وصواب قراءاته وتحليلاته وتنبؤاته، بمآلات الصراع الإقليمي والدولي، وظل كزرقاء اليمامة، يؤشر في كل حقبة من الحقب التي مرت بها الأمة العربية، أخطار المرحلة وتحدياتها، وأساليب الأعداء ومؤامراتهم، ولم يقف عند هذا الحد، بل كان يتقدم بالفعل على الأرض، فقدم النموذج في التضحيات، بما لا يقاس بأي حركة سياسية معاصرة، والتزم بالوقوف مع كل أحرار العالم، وما زال، وتقدم في مواجهة الإمبريالية والعدوان حين اعتقد الجميع أن الإمبريالية هى قدر الكون والحياة. كما تصدى، منذ وقت مبكر، للتوجهات العدوانية التوسعية الفارسية، وفضح زيف شعاراتها، وكشف تحالفاتها العلنية والمستترة، مع الكيان الصهيوني وأمريكا، ووصولها للقيام بالتوسع والعدوان في العديد من الأقطار العربية، بما فيها فلسطين، بالأصالة والوكالة.
وتتطلب التحديات المتجددة، التي تواجه الأمة في كل ساحات أقطارها، تجديد العزم والآمال، في نفوس الجماهير العربية، وتذكيرها بأن الوحدة طريق فلسطين، وفلسطين طريق الوحدة، التي بها تملك الأمة قرارها وسيادتها على مواردها وثرواتها وإمكانياتها، ودورها في رفد وتعزيز النضال التحرري الإنساني.
النصر حليف شعب السودان لتحقيق مهام الانتقال، وبناء السلام، وتصفية بنية التمكين.
النصر والمجد للانتفاضة في الأقطار العربية.
التحية والإجلال للانتفاضة والكفاح في فلسطين والعراق.
المجد والخلود لكل الشهداء الذين رووا بدمائهم كل أرض عربية.
التحية للمؤسسين الذين أعطوا عصارة جهدهم، وعرقهم، ووقتهم، للفكرة والمبدأ، ومضوا في طريق الخلود ليبقى ويتصاعد النضال الوحدوي التقدمي التحرري.
التحية لكل أحرار العالم في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، الذين ما خانوا مواقفهم، وما نسوا وحدة الكفاح المشترك بين فصائل النضال التحرري في أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، ونضال كافة الشعوب في مواجهة الرأسمالية المتوحشة، والتمييز والعنصرية.
التحية للجماهير الكادحة في كل أقطار العروبة، وهي تتطلع إلى وحدتها، وإلى اللحاق بركب النهضة والتقدم والحياة الحرة الكريمة.