بيان بمناسبة الذكرى 74 لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي ~ قيادة قطر السودان

بيان بمناسبة الذكرى 74 لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي

▪ الاحتفاء بميلاد البعث، في الظروف الدولية الماثلة، ردا قوياً على المحاولات البائسة لاجتثاث البعث.

▪ستظل التجارب الثورية لشعب السودان ضمانة قطع الطريق أمام عودة قوى الردة.
▪في ذكرى 7 أبريل، ميلاد البعث والنور، نجدد عهدنا للشهداء، بمواصلة الكفاح حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا بأرواحهم الغالية في سبيلها.
▪المناضل البعثي يضع رسالته في موضع الحياة أو الموت، ويقبل بالموت كضمانة لتجدد البعث ورسالة الأمة.
يا جماهير شعبنا المناضلة:
تهل علينا ذكرى انتصار انتفاضة مارس-أبريل، وهي تتزامن مع الذكرى الـ 74 لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي، في 7 أبريل عام 1948، وتجيء المناسبتان، وبلادنا مقبلة على تحولات تاريخية، بعد الإطاحة بنظام الإنقاذ، وإنطلاق شعبنا، منذ أكثر من عام ونصف العام، لاستئناف مسيرة تقدمه على طريق الانتقال إلى الحكم المدني الكامل والديموقراطية.
يا جماهير شعبنا المناضلة:
لقد كانت ثورة ديسمبر الظافرة، عام 2019، منارة مضيئة بارزة في حالة النهوض الشعبي، التي تنداح على مستوى الوطن العربي، خاصة، رداً على انتكاسة الربيع العربي في2011، حيث تتواصل ملاحم الحراك الشعبي في لبنان، والعراق، والجزائر، وفلسطين، وحيث تُمْلِي الجماهير الثائرة كلمتها على التاريخ.
كما أن ثورة ديسمبر الظافرة هي، من جهة أخرى، استمرار واتصال للتقاليد الثورية لشعب السودان في النضال ضد الأنظمة الديكتاتورية، التي عطلت مسيرته نحو التقدم والحرية والديموقراطية، وإسقاطها، في ثورتين ظافرتين.
هذه التجارب الثورية ستظل ضمانة شعبنا في قطع الطريق أمام عودة قوى الردة، بترسيخ الديموقراطية، وتصفية ركائز النظام المباد، ومحاكمة رموزه وقياداته، واستعادة الأموال المنهوبة، وإنجاز كامل مهام الانتقال، بما فيها عقد المؤتمر الدستوري، وإجراء انتخابات عامة في نهاية الفترة الانتقالية.
يدرك شعبنا طبيعة الصعوبات التي تواجه إنجاز تلك المهام، وفي مقدمتها قوى الردة التي ما زالت تسيطر على المفاصل الرئيسية لجهاز الدولة، مما يضعف الأداء التنفيذي للحكومة. غير أن ذلك لا يعفي الحكومة الانتقالية من تحمل كامل المسؤولية عن الفشل في تخفيف أعباء المعيشة، والتماهي مع سياسيات الصندوق والبنك الدوليين، مما يفاقم من الأزمة المعيشية، كشأن الزيادات المضطردة التي تتبناها الحكومة، وتنفذها بليل، فيما يخص أسعار الوقود والدولار الجمركي، الأمر الذي يثير التساؤل حول ديموقراطية صناعة القرار الحكومي.
لقد أصبح من المعتاد قيام بعض المسؤولين بمهام خارج اختصاصهم، وتجاوز الوثيقة الدستورية، وتجاهل برامج الحاضنة السياسية للحكومة، والتي تعبر عن مطالب الشعب وتطلعاته.
إن عدم التناغم والانسجام، في أداء الحكومة، وابتعادها، يوماً بعد الآخر، عن أهداف الثورة وشعاراتها، وعن نبض الجماهير، يشكل أحد مظاهر أزمة الحكم الانتقالي، التي يتعين معالجتها عاجلاً أو آجلاً.
تجيء ذكرى ميلاد البعث، مقترنة مع ذكرى ميلاد جبهة التحرير العربية، الرد البعثي على اغتصاب فلسطين؛ والعراق يرزح، للعام الثامن عشر، تحت الاحتلال المزدوج، الأمريكي- الفارسي، وتتعرض سوريا، بعد أن ارتهن قرارها الوطني، لمؤامرة متعددة الأطراف من أجل تمزيقها، وتقاسمها بين قوى الاحتلال المتعددة الجنسيات، مما يضفي على المناسبة مغزىً خاصاً، لجهة الاستجابة لهذا التحدي الأخطر منذ قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وتشريد الملايين من أبناء شعبها.
ويشكل ميلاد جبهة التحرير العربية، تعبيراً أصيلاً عن التزام البعث القومي تجاه فلسطين، الذي أعلن عام 1948، أن فلسطين، لن تحررها الحكومات، وإنما الكفاح الشعبي المسلح.
يا جماهير شعبنا المناضلة:
إن الاحتفاء بميلاد البعث، في الظروف الإقليمية والدولية الماثلة، هو تعبير عن الرد الملائم للمحاولات الفاشلة لاجتثاث البعث، بدءاً من غزو العراق وتقويض نظامه الوطني، وتسليمه لعملاء إيران والكيان الصهيوني، للعبث بمقدرات شعبه، تمهيداً لكتابة الفصل الأخير في مساعي تصفية القضية الفلسطينية، القضية المركزية للأمة.
أننا إذ نحيي نضالات شعبنا عامة، وطلائعه الثورية وقواه الحية في كل مكان، نحيي، بنحو خاص، رفاقنا البعثيين، في هذه المناسبة العظيمة، وهم يتصدون بمسؤولية لشغل مكانهم الطليعي الطبيعي من الحراك الشعبي في العديد من سوح النضال الوطني والقومي، في لبنان، وفلسطين، والعراق، واليمن، كما في الجزائر، وتونس، وموريتانيا، ولمواجهة ذات التحديات التي كانت المبرر الأساس لإنطلاقة البعث قبل 74 عاماً.
تتجدد ذكرى مأثرة الميلاد، في وقت تتصاعد فيه المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية، خلاصة القضية القومية والإنسانية، باسم صفقة القرن، ويجري تسويق مخططات التطبيع مع الكيان الصهيوني، على الرغم من انكشاف زيف وأكاذيب دعاويها، ومخاطر الكيان الصهيوني علي الأمن والاستقرار، ودوره في التفتيت وتهديد السلم الاجتماعي، بالتوازي مع تغييب مشاركة الجماهير، في كل مكان، بالقمع والكبت، والإيغال في تكريس الفقر وتعميق الفوارق الاجتماعية، وتعميم الأنشطة الطفيلية الاستهلاكية، بالمزيد من التبعية والإلحاق بالرأسمالية العالمية وبيوتاتها، وبتكريس الأنظمة المعادية للديموقراطية والتقدم، ولتطلعات الشعوب.
ضمن هذه الظروف، تستعيد ذات الشعارات التي انطلق تحت لوائها حزب البعث، قبل أكثر من سبعة عقود، بريقها وألقها، وقدرتها على حشد أوسع الجماهير على طريق تحرير العراق وفلسطين والأحواز، والنضال الحازم من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والوحدة والديموقراطية، والتصدي للقوى العدوانية التوسعية المعادية وحلفائها المحليين. فحركة البعث، التي تُحَتِّم عليها أقدارها أن تعمل لمئات السنين، ها هي تقترب من إكمال المائة الأولى، وهي أكثر عنفواناً وأقوى عزيمة، لمقارعة الأعداء التاريخيين للحرية والتقدم، والعدالة الاجتماعية، والوحدة، وحق الأمم والشعوب في التقرير في حاضرها ومستقبلها، وبما يعبر عن خياراتها المستوعبة لخصائصها الوطنية والقومية الثقافية والحضارية، لأن مناضليه يضعون رسالته في موضع الحياة أو الموت، ويقبلون بالموت كضمانة لتجدد البعث ورسالة الأمة.
يا جماهير شعبنا الباسلة:
إن ذكرى 7 أبريل، ميلاد البعث والنور، هي مناسبة لتجديد عهدنا لشهداء النضال الوطني والقومي، من أجل مواصلة الكفاح حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا بأرواحهم الغالية في سبيلها.
▪المجد لشهداء النضال الوطني والقومي.
▪المجد والخلود لشهداء الانتفاضة الشعبية العربية في كل ساحاتها.
▪النصر حليف الانتفاضة الباسلة في العراق وفلسطين حتي التحرير وإزالة مخلفات الغزو والاحتلال وإفرازاتهما.
التحية والإكبار لشهداء البعث ولقادته المؤسسين، وللقيادة القومية.
والنصر حليف شعبنا وأمتنا.

حزب البعث العربي الاشتراكي – قيادة قطر السودان

الخرطوم 7 أبريل 2021