
#الهدف
#الهدف آراءحرة
#دروب_الحقيقة
مأساة الواقع والإعلام
بقلم: أحمد مختار البيت
الأزمة الوطنية بلغت ذروتها، والكوارث والمصائب لم تترك مساحة من أرض السودان لم تطأها وأصبحت الفجيعة في تجلياتها ومظاهرها درجية. الدندر يغضب ويجتاح الجسور والسواتر، وحمي مميتة تفتك بألالاف في كسلا والموت العادي كما وصفه محمود درويش يفرد أجنحته تحت سماء السودان، وأصبح الإنسان أرخص من طلقة الكلاشنكوف، وجبل مرة يناصر السلطة ومليشياتها وتتدحرج منه كتل الصخور لتغطي قرية بكاملها ويستشهد ويجرح أكثر من 50 من سكانها والعشرات من الجرحى والمفقودين، وصور الأبرياء فوق الصخور وبقايا الأطلال وما تبقى من متاع تذيب قلب الحجر، ولماذا لا تتحرك الصخور والكتل الصماء من جبل مرة وتحدث هذا الدمار والخراب في القرى الآمنة؟ اذا كان الجبل منذ العام 2003 يتعرض الى هزات عنيفة نتيجة القصف والمدافع التي تدك صخوره وقممه على مدار اليوم بين الأطراف المتحاربة (الحكومة من جهة والحركات المسلحة من جهة أخرى) حتي تعرت مساحات واسعة في سفح الجبل وجنباته كما وضحت الصور التي التقطت لانهيارات الجبل والتي غطت قرية تقولي وتربا وخلفت كل هذا العدد من الشهداء والجرحى والدمار في البيوت الصغيرة والرواكيب والمزارع والأغنام والذكريات والأحاسيس القديمة. فلماذا لم تهتم أجهزة الإعلام في الخرطوم بهذه الكوارث والاهوال؟ وفضلت تتبع أخبار السلطة والتشكيل الوزاري والاهتمام بهذه الشخصية أو تلك، لقد أثبت الإعلام السوداني بمجمله الا من استثناءات قليلة أنه إعلام مضلل وخائن يتبع السلطة ويتغذى من ضروعها العجفاء على حساب الشعب السوداني الذي يدفع الضرائب لكل أجهزة الدولة، ومن عرقه يصرف أعضاء المجلس الوطني ومجلس الولايات المليارات في الشهر الواحد، وبأوجاع وأنين المحرومين والكادحين يتاجر الطفيليون وإعلام الحكومة. وبأسم المشردين واللاجئين يتحدث المنافقون في الخرطوم و في عواصم العالم، أن الخلل في النظرة إلى اجزاء السودان ومأساته وكوارثه من قبل السلطة رغم أنها عاجزة عن تقديم أي حل للأزمة الوطنية التي تعصف به منذ أكثر من ثلاثه عقود الا أن هذا الخلل هو الذي عمق الاحساس بالظلم والفروق بين أجزاء الوطن الواحد، وأشعر شرائح واسعة من مواطني دارفور وجبال النوبة، جنوب كردفان والنيل الأزرق بأنها تعيش غربة حقيقية في وطنها فأنكفأت تلك المجموعات ويئست من كل الحكومات التي تعاقبت على السلطة في الخرطوم والتي عجزت حتى عن ممارسة المساواة في الظلم.
إن أجهزة الإعلام الحكومية والصحافة الورقية سقطت في أمتحانات الحياد والمسؤولية الوطنية والنظرة الشاملة والإحساس الموحد لقضايا وهموم المواطن السوداني وقبلها سقطت السلطة التي يعود لها الفضل في اختلاق الأزمة ورعايتها وأشعال أوار الحرب، بسياسة فرق تسد والعسف في استخدام السلطة وضرب المكونات الاجتماعية والقبلية ببعضها والتحيزات المناطقية والقبلية التي مارستها والمتاجرة بمقدسات الإسلام فكانت صدمة قطاعات عريضة من الشعب السوداني كبيرة، وانحسر الإحساس بالوطن في وجدانهم وكانت خيبة الأمل هي التي قادت بعضهم إلى حمل السلاح. وما زالت السلطة سادرة في غيها وغير مدركة لخطورة ممارسات اعلامها وتحيزاته المهينة.
اننا نفتقد للإعلام الجماهيري المعني بقضايا وهموم المواطن وقضاياه وأوجاعه اليومية. وأخبار السلطة لا تعنيه في شيء الا اذا تعلقت بتغيير حياته إلى الأفضل ومعالجة مشكلاته وهمومه، فقد ظلت السلطة وأعلامها تسوف وتكذب وتتجمل وتدغدغ في مشاعر المواطنين وتمنيهم الأماني بالبرق الخلب حتى حلت الكارثة وانسد الأفق ودارت الدائرة فلم تعد السلطة تهتم الا بالذي يطيل عمرها في مقاعد الحكم والسيطرة على مقدرات المواطنين والسطو على مدخراتهم وأموالهم وما علمت أن أعمار الشعوب أطول وأن السلطة زائلة لا محالة وأن الشعوب والأمم هي التي تبقى. فلا عزاء لأهل جبل مرة الذين تطابقت عليهم المصائب ولا بواكي لأهل الدندر وكسلا ودار فور والعباسية فنحن في عصر الموت العادي.
________
▪العصيان المدني طريقنا لإسقاط النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي
▪لا سلطة لغير الشعب ولا وصاية على الشعب.
ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ
❇════════════❇
لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:
https://m.facebook.com/hadafsd/
على تويتر
Tweets by alhadaf_albaath
على تيليغرام
t.me/alhadafsudan
على +Google
https://goo.gl/GHyXbc
╰─┅─═ঊঊঈ🇸🇩═─┅─╯
Leave a Reply