خرجت صحف النظام في هذا اليوم وهي تمجد “مسيرة الردع” المزعومة وتتحدث عن “قوة جماهير الثورة” ودحرها لفلول الشيوعيين الملحدين، والأخوان الضالين، البعثيين المأجورين، وكل الدائرين في فلك العمالة والارتزاق.! وأشارت الصحف إلى أن: الأمة مدركة ومتفهمة واجبها الوطني، ودورها الحاسم في محاصرة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السودان، كإنعكاس حتمي للأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تطوق كل بلدان العالم.!! وأبرزت الصحف الرسالة التي وجهها السفاح نميري “للأمة: والتي أكد فيها أن ثورة مايو هي الجماهير التي آمنت بها فخرجت تتصدى للعملاء والمأجورين.. هي الجماهير التي عاهدت وأوفت فتلاحمت جموعها مدافعة عن مكتسباتها ومنجزاتها.. وإن الثورة هي المبادئ التي تأصلت في ضمير الشعب فلا الخيانة ولا العمالة ولا التآمر قادر على المساس بها..” هذا ما قالته الصحف، وقاله السفاح نميري عن الانتفاضة، وعن الجماهير..!! ومن ناحية أخرى ورد في جريدة الصحافة، وتحت عنوان (سلطات العاصمة تنفي ما أشيع بشأن التصديق بموكب) ما يلي: أصدرت سلطات العاصمة القومية أمس بيانا نفت فيه التصديق لأي جهة بالخروج في مسيرة صامتة لتسليم مذكرة للسلطات. وقالت سلطات العاصمة إن البعض قد أشاع بين صفوف المواطنين، إن بعضا من الأطباء قد تقدموا لسلطات العاصمة القومية، وحصلوا على تصديق بتسيير موكب يتحرك في العاشرة من صباح اليوم لرفع مذكرة للسلطات.. وأكدت سلطات العاصمة في بيانها أنه لم يقدم أي طلب إطلاقا لأي مسئول على أي مستوى أو لأي جهة، وإن موكبا كهذا يعتبر أساسا موكب غير مشروع وكل من يدعو له أو يشارك فيه يكون عرضة للمساءلة تحت قانون العقوبات..” هكذا اهتزت الأرض تحت أقدام النظام العميل، الذي قررت الجماهير أن تكنسه إلى مزبلة التاريخ. لقد كان يوم الأربعـاء 3 أبريل 1985 يوما كبيرا في حساب التاريخ.. إن الجماهير الشعبية الكادحة والمسحوقة والتي عانت الإذلال والاضطهاد والجوع، قد قالت كلمتها النهائية الحاسمة منذ يوم 26 مارس.. وإعتبرت إن هذه الانتفاضة هي المعركة الأخيرة والنهائية مع سلطة الدكتاتورية والتجويع.. واليوم الأربعاء تقرر أن ينتظم الجميع في موكب لتسليم مذكرة للسلطات تطالبها بالتنحي الفوري مع إعلان الإضراب السياسي العام حتى الإطاحة بالنظام.. وتقرر أن تبدأ المسيرة من أمام كلية الطب.. لقد حاصرت قوات الأمن مستشفى الخرطوم لتمنع الأطباء بالقوة من الخروج.. غير أن الأطباء قد كسروا الباب الخلفي الذي كان مغلقا، وخرجوا للشارع، وتمت محاصرتهم في شارع المستشفى. فتوجه جزء منهم بطريق آخر، والتقى مع مظاهرة القضاة والمحامين القادمة من القضائية حيث ساروا نحو مبنى السفارة الأمريكية ورفعوا علم السودان القديم. وفي هذه الأثناء كان عشرات الآلف من الرجال والنساء يخرجون إلى الشارع بإرادتهم الحرة الواعية ليعبروا عن تحديهم الشجاع للطغيان والإرهاب. خرج الأطباء والمحامون والقضاة والمهندسون والمحاسبون وجميع المهنيين بالعاصمة.. وخرج الموظفون من كل مكان وإنتظموا في التظاهرات والإضراب السياسي العام.. وخرج العمال وعموم الكادحين والنساء والرجال والأطفال، وخرج الطلاب، وأصبح الإضراب السياسي واقعا معاشا وشاملا.. ومن ناحية أخرى فقد كان تعاطف الجيش وقوات الشرطة مع الشعب واضحا ولا يحتاج إلى تبيان.. وكان قد صدر بيان باسم قوات الشرطة ينفي فيه أي مسؤولية في إغتيال الشهداء ويحمل المسؤولية كاملة لكلاب الأمن والتجسس.. إن عناصر جهاز أمن نميري السفاح قد إندست وسط المتظاهرين، وأصبحت تطلق الرصاص من مسدسات كاتمة للصوت.. ومن الذين إغتالتهم كلاب الأمن الشهيد محمد الحسن فضل الله، خريج جامعة القاهرة فرع الخرطوم، والذي يسكن الشجرة، فهو قد أعتقل في العام 1981 وتم تقديمه للمحاكمة بتهمة الإنتماء لحزب البعث العربي الاشتراكي، وفصل من عمله في بنك السودان.. وعندما حانت ساعة المواجهة الشاملة مع النظام العميل كان في المقدمة.. يقود التظاهرات ويحرض على النضال والثورة حتى ترصدته أجهزة الأمن وإغتالته في تظاهرة الأربعاء 3 أبريل.. لقد كانت الإستجابة للإضراب السياسي العام واسعة وشاملة في العاصمة والأقاليم.. إنقطع التيار الكهربائي باضراب العاملين في الهيئة المركزية، وتعطلت خطوط الهاتف والتلكس والإتصالات بين السودان والعالم، وتوقفت حركة الملاحة الجوية باضراب العاملين في هذه المجالات، وأغلقت الأسواق.. وتحولت التظاهرات إلى الأحياء.. كان المواطنون في الشارع يتظاهرون حتى الساعة الثانية صباحا.. هكذا صارت التظاهرات تتواصل ليل نهار.. واكتملت كل حلقات الانتفاضة الشاملة.. وفي هذا اليوم 3 أبريل أصدر الدبلوماسيون السودانيون البيان التالي: لم يعد خافيا على أحد حالة التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري والأخلاقي الذي وصلت إليه البلاد بفعل السياسات الخاطئة والتخبط والفساد والإفساد الذي يمارسه النظام الراهن. ولم يعد خافيا كذلك تمسك النظام الأعمى بالبقاء في السلطة، وإن كان ذلك على حساب الشعب وكرامته وقيمه وعلى حساب قوته ورفاهيته. وقد تمثل ذلك في السياسات الجائرة التي انتهجها النظام وفي لجوئه إلى كل القمع والإرهاب ومصادرة الحريات وانتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين. وكان لابد لتلك السياسات أن تنعكس على سياسة البلاد الخارجية وتوجهاتها في كافة المحافل الإقليمية والدولية وإزاء التزاماته القومية والقارية. إنعكس ذلك في الإنحياز التام والتبعية العمياء للسياسة الأمريكية في المنطقتين العربية والأفريقية، وتمثل ذلك في مهادنة العدو الصهيوني من خلال إتفاقيات “كامب ديفيد” بل ودعمه بالقوى البشرية وذلك باستخدام الأراضي السودانية كجسر لترحيل اليهود الفلاشا إلى إسرائيل. ومن ناحية أخرى كانت سياستنا الخارجية عرضة للأهواء والأمزجة والقرارات الفوقية، ولعل خير مثال لذلك ما كان من إغلاق نصف بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج دون دراسة أو تروي، ثم إعادة فتح عدد كبير منها بعد فترة وجيزة، مما عرض سمعة السودان ومكانته وعلاقاته مع الدول الصديقة لهزات عنيفة وجعل بلادنا أضحوكة ومثال للسخرية، بالإضافة إلى إثقال كاهل دافع الضرائب بضرائب كان يمكن تجنبها. وإن الانتفاضة الشعبية والتي تشهدها بلادنا هذه الأيام لهي خير تعبير عن رفض جماهير شعبنا للنظام الراهن ولسياساته الجائرة ولأخطائه في المجالين الداخلي والخارجي. ونحن من منطلق الوفاء والولاء لتراب هذا الوطن نضع يدنا في أيدي بني شعبنا في انتفاضتهم العظيمة، مؤكدين إننا لن نتخلف عن المشاركة في النضال من أجل استعادة كرامة الإنسان السوداني وحريته، واستعادة مكانة السودان ووضعه الطبيعي في العالمين العربي والأفريقي وعلى الصعيد الدولي. عاش السودان أرض المجد والبطولات.. عاشت أمتنا السودانية المناضلة الثلاثاء 3 أبريل 1985 الدبلوماسيون السودانيون.. لقد أشار الدبلوماسيون بوضوح إلى أن “سياسة السودان الخارجية أصبحت عرضة للأهواء والأمزجة والقرارات الفوقية واتسمت بالتبعة للإمبريالية الأمريكية في المنطقتين العربية والأفريقية، وتمثل ذلك في مهادنة العدو الصهيوني من خلال اتفاقيات كامب ديفيد واستخدام الأراضي السودانية كجسر لترحيل الفلاشا إلى “إسرائيل”. وأعلن الدبلوماسيون السودانيون “وضع يدهم على أيدي بني شعبهم في انتفاضتهم العظيمة حتى إستعادة كرامة الإنسان السوداني ووضعه في العالمين العربي والأفريقي وعلى الصعيد الدولي.” كما أن العالمين بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وديوان الزكاة والضرائب، قد أصدروا بيانا أعلنوا فيه الإضراب السياسي والإلتزام بالتوقف عن العمل والتأييد الكامل لجميع النقابات التي تشارك في هذا الاضراب. وهذا نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي.. ولابد للقيد أن ينكسر.. تضامنا مع جميع فئات الشعب السوداني الكريم والذي يقود في هذه الأيام انتفاضة شعبية هادرة التي بدأت تباشيرها منذ نهاية مارس مبشرة ببدء عهد جديد لإزالة هذا النظام الذي جثم على صدر هذا الشعب منذ أمد بعيد. في وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بجميع أقسامها وفروعها كجزء لا ينفصم من هذا الشعب، نعلن إنحيازنا التام لإرادة الجماهير وتمسكنا الكامل بإرادة وسيادة هذا الوطن وعزته وكرامته، نعلن الاضراب السياسي، وإلتزامنا بالتوقف عن العمل منذ الآن وتأييدنا الكامل لجميع النقابات التي تشارك في هذا الإضراب. المجد والخلود لشهداء السودان الأبرار والتحية لكل المناضلين من جماهير هذا الوطن. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. العاملون بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وديوان الزكاة والضرائب. كما أن القضاة أصدروا بيانا إلى جماهير الشعب السوداني، أعلنوا فيه تأييدهم التام والمطلق للجماهير في نضالها ضد النظام القمعي ودعوا الجماهير إلى الإنضمام لمسيرتهم التي ستتحرك من مبنى الهيئة القضائية صباح السبت 6 ابريل 1985 جاء في البيـان: بسم الله الرحمن الرحيم بيان إلى جماهير الشعب السوداني.. بسم الله العلي القدير، وبسم الحق والعدل، يعلن القضاة تأييدهم المطلق لحركة الشعب السوداني البطل ضد النظام القمعي الفاسد نظام السفاح العميل وطغمته الفاسدة ويعلنون الإنضمام الكامل إلى حركة الشعب السوداني. في غياب سيادة حكم القانون وإهدار الحريات الأساسية فقد النظام شرعيته، مما يجعلنا نعلن وبإجماع تام التوقف عن العمل في كل أنحاء البلاد ومنذ اليوم وحتى النصر. وندعو الجماهير الغاضبة للإنضمام للمسيرة الهادرة من أمام مبنى الهيئة القضائية يوم السبت 6 ابريل 1985 في العاشرة صباحا والله أكبر والنصر لانتفاضة الشعب. وعاش الشعب السوداني البطل. وعاشت وحدة الشعب السوداني. الخرطوم في 3 أبريل 1985 12 رجـب 1405 هـ قضـاة السـودان وفي هذا اليوم 3 أبريل، أصدر تجمع الشعب السوداني بيانا أشار فيه “إلى أن الجماهير قد حولت الانتفاضة إلى ثورة شعبية حاسمة لإسقاط النظام القائم، ثورة لا تقبل التسويات ولا أنصاف الحلول، إنها ليست انتفاضة جديدة وليست معركة أخرى ضد النظام.. إنها المعركة الأخيرة ولن تتوقف عند أي حد أقل من التصفية الكاملة للنظام القائم..” وهـذا نص البيـان: تجمـع الشعب السوداني (الانتفاضة الشعبية الشاملة تدخل مرحلة الحسم الثوري لنظام الجوع والإرهاب والدجالة والعمالة) مئات الآلاف من الرجال والنساء الشرفاء خرجوا صبيحة اليوم بإرادتهم الحرة الواعية ليعبروا عن تحديهم الشجاع للطغيان والإرهاب، وعن إصرارهم الحازم على إسقاط نظام الجوع والدجل والعمالة، لقد شقت هتافات جماهير شعبنا عنان السماء، بعد أن فرض علينا الصمت والكبت والذل ستة عشر عاما أسودا، تفرد فيها بالسلطة سفاح دجال غبي.. وعصابات من المنتفعين والإنتهازيين. إن الجماهير قد حولت الانتفاضة إلى ثورة شعبية حاسمة لإسقاط النظام القائم لا تقبل التسويات ولا أنصاف الحلول، إن ثورة اليوم هي تتويج لكل انتفاضات ونضالات الشعب على مدى ستة عشر عاما، إنها ليست انتفاضة جديدة، وليست معركة أخرى ضد النظام، إنها المعركة الأخيرة، ولن تتوقف عند أي حد أقل من التصفية التامة للنظام القائم الذي أفلس وفشلت سياساته على كل الأصعدة، والذي فقد كل قدرة على البقاء في الحكم، بل فقد حتى القدرة على ممارسة الإرهاب والقمع، وصار يلفظ أنفاسه الأخيرة. وقد هرب الدجال النميري وحاشيته وترك طغمته وهي تواجه ثورة الشعب العارمة وليس أمامها أي مخرج سوى الخضوع، والإمتثال لإرادة الشعب السوداني العظيم. إن واجبنا في قيادة النقابات وفروع تجمع الشعب السوداني، وكل القوى الوطنية وسط الحركة النقابية والجماهيرية الديمقراطية والأحزاب السياسية داخل التجمع وخارجه العمل على تأمين استمرارية الإضراب السياسي والعصيان المدني وتوسيع دائرته لتحقيق الإجماع التام للشعب السوداني في شمال القطر وجنوبه، والتصعيد السلمي للانتفاضة الشعبية حتى يتحقق النصر التام والظفر النهائي وحتى نطوي هذه الصفحة القميئة من تاريخ نضالنا الوطني. وفي ذات الحين فإننا نحذر من الإنتهازيين الذين يتحركون في نصف الساعة الأخيرة بوحي من أسيادهم في عواصم الغرب الإمبريالي، وبوحي من مصالحهم الخاصة لإحتواء ثورة الشعب والمساومة بدماء الشهداء والتضحيات الجسام للمناضلين الحقيقيين، لفرض أنصاف الحلول وقطع الطريق أمام تطلعات وآمال الشعب في الديمقراطية والتقدم الاقتصادي والعدل الاجتماعي والسودان الحر الموحد المستقل. إن شعبنا لن يقبل بنميري جديد تحت أي ثوب، وكان شعبنا قادر على فضح البدائل الزائفة التي يجري إعدادها في عواصم الغرب الإمبريالي، بهدف إبقاء بلادنا ضمن الدائرة المغلقة للتخلف والشتات والتبعية، إن الحقوق لا تعطى بالمساومات وإنما تنزع كاملة بمواصلة الانتفاضة وتصعيدها.. يا جمـاهـير شعبنـا المناضـلة: إن شعبنا لا يفتر من النضال، ولا تنضب إمكانياته الثورية، وهو شعب دائم الاستعداد للعطاء والتضحية بالروح والدم في سبيل الوطن.. إنه شعب العزة والكرامة، وبملاحمه تتغنى شعوب العالم المحبة للحرية والسلم.. وختاما فإن “تجمع الشعب السوداني” إذ يشيد ويعتز بدور القوات النظامية فإنه يدعوها إلى الإنحياز التام إلى جانب الشعب وهي أصلا جزء منه، وفي خندقه تقاسمه المعاناة والنضال والأمل في حياة جديدة. المجـد للسـودان.. النصـر والظفـر الحاسـم لانتفاضـة مارس الشعبية.. والخلود لشـهداء السـودان.. “تجمـع الشـعب السـوداني” ومن أحزابه: الحزب الاتحادي الديمقراطي ـ حزب الأمة ـ جناح الإمام الهادي ـ حزب البعث العربي الاشتراكي ـ حزب سـانو ـ تنظيمات وتجمعات نقابية وجماهيرية وإقليمية أخرى ـ شخصيات وطنية مستقلة. الخـرطـوم في 3 ابـريـل 1985 ومن ناحية أخرى وبناء على قرار لجنة ممثلي كل من الهيئات النقابية لضباط مطارات السودان، وضباط المراقبة الجوية، وضباط لا سلكي الطيران، ومهندسي وفني لا سلكي الطيران، ومهندسي الطيران المدني، وعمال وعاملات الطيران المدني وموظفي وموظفات الطيران المدني، دخل جميع أعضاء هذه الهيئات في إضراب مفتوح من صباح الأربعاء 3 أبريل، بناء على دعوة من قيادتهم للمشاركة في الاضراب السياسي، وإضافة إلى ذلك أقفلوا مدرج المطار مما شل الملاحة الجوية في البلاد تماما. لقد ظلت إذاعة لندن تضع أخبار السودان على رأس نشرات أخبارها.. ففي مساء الأربعاء أذاعت خبر التظاهرات، وخبر الإعلان عن الاضراب السياسي.. وكذلك فعلت إذاعة صوت أمريكا.. وكان السودانيون في الأقاليم المختلفة يحصلون على معلوماتهم عما يدور في الخرطوم من خلال تلك الإذاعات التي أكدت أن موقف “الرئيس نميري” قد أصبح صعبا للغاية.
يتبع.. إلى اللقاء في الحلقة القادمة مع أحداث يوم الخميس الرابـع من أبريل 1985..