بينما يحتفل الرئيس الإثيوبي أبي أحمد بإنجازه الضخم وافتتاحه الرسمي لأكبر سد في إفريقيا لإنتاج الطاقة الكهربائية، الذي صادف يوم 9 سبتمبر 2025، تضاعف في المقابل الهم المصري والسوداني من تداعيات تشغيل السد خاصة وأن إثيوبيا (انفردت بقرار الإغلاق والتشغيل) دون تنسيق مع دول المصب المتأثرات، لذلك تلاحظ غياب السودان ومصر من المشاركة في الاحتفال خاصة، بعد إعلان إثيوبيا انفرادها بقراراتها الخاصة بتشغيل السد (وعدم التزامها بأي تعهدات سابقة).
بالنسبة للسودان يقع السد على بعد 10 كيلو مترات ناحية جبال بني شنقول.
وهنا تحدث الخبير المصري الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، كاشفًا عن مدى تأثير المياه المتدفقة من بحيرة سد النهضة، تجاه دولتي المصب السودان ومصر وكميتها المتوقعة وإمكانية تسببها في حدوث فيضانات بمجاري المياه بالسودان. وقال أن المياه المتدفقة حاليًا من سد النهضة لم ولن تؤثر على السد العالي، حتى ولو تضاعفت، لأن التقنيات الهندسية للسد العالي وبوابات التصريف فيه قادرة على التعامل مع كميات المياه المتصرفة من سد النهضة أيًا كانت كمياتها.
وهنا يظهر الضرر الأكبر المتوقع حدوثه في السودان المحصور بين (سد النهضة والسد العالي) خاصة بعد تحذيرات وزارة الزراعة والري السودانية من حدوث فيضانات قد تؤثر على المدن والقرى القريبة من شريط النيل!
هل زيادة المياه المتصرفة من سد النهضة يمكن أن يتسبب في انهيار السدود بالسودان؟
حذر عدد من المهندسين والمختصين السودانيين أكثر من مرة في مناسبات مختلفة من احتمال انهيار بعض السدود حال حدث اندفاع مفاجئ للمياه من سد النهضة نظرًا لصغر حجمها وعدم صيانتها “خاصة أثناء الحرب” وماقبلها حيث كان الفساد وما يزال مستشريًا في أوصال الدولة.
لذلك لم تجد وزارة الزراعة والري السودانية إلا أن تصدر تنويهًا مرة ثانية يوم 25 سبتمبر 2025 لجميع المواطنين على ضفاف نهر النيل بأخذ الحيطة والحذر من فيضانات قد تكون غير مسبوقة على مستوى النيل الأزرق وبالعاصمة الخرطوم وولاية نهر النيل والشمالية.
هل يسبب سد النهضة تقليص لمساحات الزراعة في السودان؟
باستخدام الذكاء الاصطناعي كانت الإجابة
نعم يسبب سد النهضة تقليص مساحة الزراعة في السودان خاصة الزراعة الفيضية على ضفاف النيل حيث يحبس السد المياه ويمنعها من الوصول، بينما يرى آخرون أنه يساهم في استقرار تدفق المياه وتوسيع الرقعة الزراعية (حال تم التنسيق بين السودان وإثيوبيا).
هل أثرت السدود على دول المصب في حالات مشابهة؟
نعم حدث في العراق وسوريا كمثال فقد ساهمت السدود التركية والإيرانية، التي أقيمت أو فعلت من قبلهم، خاصة بعد احتلال العراق وإنهاء الحكم الوطني في جفاف نهر الفرات، الذي تأثرت أيضًا به سوريا، وذلك لانفراد تلك الدول بقرار الحبس والإفراغ وفق مصلحتها وخططها مستغلة ضعف النظام العراقي الحالي وانشغال سوريا بالحرب الطويلة. فبينما زادت الرقعة الزراعية وتوفرت الكهرباء في تركيا وإيران، وتقلصت مساحات الزراعة وقلت مياه الشرب وتقلص الإمداد الكهربائي في كل من العراق وسوريا.
وليس بعيدًا عنا ونحن نتحدث عن أثر الفيصانات المحتملة في السودان مع ضعف السدود أن نستصحب معنا ماحدث عند انهيار سد أربعات في أغسطس من العام 2024 في منطقة القنب واوليب، التي تبعد عن مدينة بورتسودان 40 كيلو متر، الذي كان يغذي الولاية كمصدر وحيد للمياه العذبة.
لقد كان انهيار السد كارثة عزاها مدير مياه ولاية البحر الأحمر حينها المهندس عمر عيسى لأسباب اندفاع مياه السيول والأمطار بشدة بجانب الأطماء الموجود داخل السد ليتسبب ضغط المياه المندفعة من الجبل بعد ارتدادها مرة أخرى بانفجاره مسببًا خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح وحاصرت الناجين في قمم الجبال لأيام يتلمسون الإنقاذ.
لقد أجرت لجنة إصلاح الأراضي الأمريكية دراسة جدوى في إثيوبيا عام 1965 رشحت نفس الموقع الحالي لإنشاء سد تبلغ سعته التخزينية 11 مليار متر مكعب بينما تجاوزت الآن سعة سد النهضة التخزينية عند تنفيذ المقترح ل74 مليار متر مكعب.
هذا الارتفاع الكبير يشكل مخاطر من احتمال انهيار السد خاصة مع وجود تهديدات طبيعية من زلازل وبراكين، أو حتى عند حدوث نزاعات عسكرية داخلية أو خارجية، الأمر ،الذي سيحدث كارثة كبري أول المتضررين منها السودان، وهو الخاصرة الأضعف إذًا حدثت مواجهات مصرية إثيوبية وهي محملة خاصة مع ملاحظة الاحتياج الحقيقي المصري لمياه الشرب وتقليص مساحتها الزراعية المعتمدة أصلًا على الري النيلي وتهديدها المستمر بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي حتى تجف مياه النيل ويصيب شعبها العطش وزرعها التلف، فإذا كان للسودان عدة أنهر ومصبات فنهر النيل هو شريان الحياة الوحيد لمصر فهل يكون سد النهضة القنبلة الموقوتة، التي تهدد المنطقة.

Leave a Reply