برهان وحميدتي واشياعهم “مستثمرين” في الجوع والدم

صحيفة الهدف

م. عبدالمنعم مختار

الجيش تحت إمرة قيادته الحالية، الدعم السريع، مليشيات المؤتمر وطني، اسماء متعددة لعصابة واحدة تتناوب على ذبح هذا البلد، ثم ترفع سبابتها بعد كل جريمة مرددة “الله أكبر” وكأن الله شريك في مذبحتهم. برهان الذي يتحدث عن “الجيش القومي” صار مقاولأ للحصار والتجويع، وحميدتي الذي ادّعى “نصرة المهمشين” صار تاجر دم في سوق المرتزقة، وكباشي يوزع خطابات النصر في الأبيض، بينما الطائرات المسيّرة تمطر الخرطوم جحيماً، ودقلو لا يخرج من حرب إلا ليعلن حرباً أشد، والمتضرر الوحيد جماهير شعبنا. المؤتمر الوطني، الذي يطل برأسه كلما سال الدم، يدير المعركة من خلف ستار “كتائب الظل” وتجار الذهب والنفط، وقد تحوّلوا جميعاً إلى سماسرة موت، لا فرق بينهم وبين أي مافيا. حساباتهم المصرفية تنتفخ مع كل جثة، بينما الشعب يحصي موتاه وجوعه ونزوحه.

هذه ليست حرب “قوات مسلحة” ضد “مليشيا”، بل حرب “مليارديرات الجوع” ضد شعب أعزل. بلد يملك 40 مليون بقرة صار يستورد اللبن المجفف، ونيلان أبيض وأزرق تحولا إلى مقبرة جماعية للكوليرا والبلهارسيا. مدارس تحولت إلى ثكنات، مستشفيات إلى خرابات، والناس بين نزوح وهجرة أو موت تحت القصف.

لكن فلنتذكر: في كل الحروب، من فيتنام إلى جنوب أفريقيا، انتهى المشهد على طاولة التفاوض، مهما ادّعى الطغاة أن النصر قاب قوسين أو أدني. هكذا سيجلس برهان وحميدتي وكل حاشيتهم، لكن بعد أن يكتشفوا متأخرين أن لا منتصر غير الشيطان.

الحل لن يخرج من قصور بورتسودان ولا من خنادق دارفور. الحل من الداخل: جبهة شعبية واسعة، مهامها واضحة كطلقة رصاص:

-وقف فوري لإطلاق النار.

-فتح الممرات الآمنة للجوعى والمرضى والمحاصرين.

-إنهاء الحرب فوراً.

-جيش واحد مهني بلا مليشيات ولا جنرالات يتاجرون بالوطن.

-حكم مدني انتقالي قصير يعقبه صندوق انتخابات نزيه.

أما برهان وحميدتي وفلول المؤتمر الوطني وكل المليشيات بمختلف مسمياتها، فمكانهم الطبيعي ليس القصر ولا القيادة العامة؛ بل قفص الاتهام. وحين يقول الشعب كلمته، فلن تنفعهم لا مسيرات ولا مليارات، وسيسقط وهم “النصر” سقوطاً مدوياً كقصورهم التي بُنيت فوق ركام الخرطوم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.