بين الضرورة والمعنى: هل يتسع اليوم لكل شيء؟ 

صحيفة الهدف

د.أحمد الليثي
#ملف_الهدف_الثقافي
اليوم أربعٌ وعشرون ساعة، لكنه ليس محايدًا كما نظن؛ فهو ينحاز دومًا لمن يملؤه أولًا.
والسؤال: كيف يوزّع الإنسان وقته بين ما يُبقيه حيًّا، وما يمنحه معنى للحياة؟
1. الضرورات التي لا مفرّ منها:
– النوم: سبع أو ثماني ساعات، وكأن الجسد يطالب بضرائبه اليومية.
– العمل: ثماني ساعات أخرى، يدفع بها الإنسان ثمن بقائه في المجتمع.
– الأكل والحمام والعناية: ساعتان أو ثلاث، تفاصيل صغيرة لكن لا غنى عنها.
هكذا ينقضي معظم اليوم: سبعة عشر إلى تسعة عشر ساعة، ولا يبقى في اليد سوى خمس إلى سبع ساعات.
2. فسحة المعنى:
– الأسرة: ساعتان أو ثلاث للدفء، للحوار، ولحماية الروح من العزلة.
– القراءة والتعلّم: ساعة أو اثنتان، غذاء للعقل الذي يرفض أن يعيش على الخبز وحده.
– الوسائط والهواتف: إن تُركت بلا سياج ابتلعت ما تبقى، أما إذا ضُبطت فتكفيها ساعة واحدة.
3. النتيجة:
الوقت موجود لكل شيء تقريبًا، لكن السرّ في أن نُمسك بزمامه.
فالوسائط بلا سقف تسرق أعمارنا قطرة قطرة، والنوم إن قُلِّص أفسد اليقظة،
والمعنى إن أُهمل حوَّل اليوم إلى روتينٍ بلا روح.
الخلاصة:
اليوم يتّسع، لكن ليس بلا حدود.
ومن لا يحرس وقته، يجد أن عمره امتلأ بما لم يختره.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.