

بقلم: أ. شمس الدين أحمد صالح
ذكرنا في الحلقة السابقة أن كمية البراميل المتفجرة التي أُسقطت على جبل مرة من 2003م، حتى نهاية نظام البشير المباد في حربه مع حركة تحرير السودان؛ هي أحد الأسباب الرئيسية في الانزلاقات الأرضية التي تحدث من وقت لآخر؛ على سبيل المثال الانزلاق الذي دمر قرية تربا في عام 2019م وهي قرية جنوب غرب قرية تارسين وتابعة لمحلية كأس، إضافة لأسباب أخرى منها القطع الجائر للأشجار الذي يُمارس في الجبل، ومن المعروف أن منطقة جبال مرة بالإضافة للبساتين المتنوعة من أشجار الموالح والتفاح والبسملة وغيرها؛ بها غابات متنوعة طبيعية وصناعية زرعها الإنجليز مثل أشجار الجمبيل ذات الثمار الحلوة والمليئة بسكر الفركتوز الطبيعي والذي كان يُستخدم من قبل أهالي جبال مرة قديمًا بديلًا للسكر المصنوع في الأطعمة وخاصة “الدشيشة”، والذين لا يعرفون الدشيشة هي نوع من الأكلات الشعبية الجبلية تصنع من حبوب الدخن بعد هرسها بالمرحاقة، وتستخدم كزاد للمسافرين بالدواب ولمسافات طويلة. وكذلك كانت تستخدم في وجبات نهارية في المزارع والبساتين. وهذا النبات، أى الجمبيل، به أحسن أنواع الأخشاب المستخدمة فى أعمال النجارة من حيث المرونة في قبول المسامير والمنشار ومنظره الجميل، وللأسف الشديد تم قطع هذه الأشجار الكبيرة والضخمة التي زرعها الإنجليز بشكل جائر من قِبل كبار ضباط القوات النظامية المختلفة الذين عملوا بالمنطقة والمدن المجاورة، حيث كان بعض هؤلاء يشحنون عربة كاملة من عربات قطار نيالا متجهة شرقًا، بالإضافة إلى الطلب الزائد في حطب الوقود والفحم النباتى في منطقة ينعدم فيها أي وجود لأنابيب غاز الطبخ، ترتب على هذا القطع الجائر للأشجار؛ تعرية الجبال وزيادة تشققها، والذي يعرضها للانزلاق بسبب الأمطار الكثيرة المستمرة بشكل يومي طوال فترة الخريف دون انقطاع.
نواصل

Leave a Reply