لوحة الدم والفيضان: السودان في برزخ ما بعد المعقول

صحيفة الهدف

منعم حمزة

#ملف_ الهدف_ الثقافي


صدمة عنيفة استيقظت عليها صباح اليوم.. زوال قرية كاملة بعد انهيار الجرف الجبلي، وموت قرابة الألف شخص ونجاة فرد واحد فقط.. تأملت بعمق في الأمر المهول.. نساء وشيوخ وأطفال بدوابهم ومتاعهم وزرعهم وضرعهم إلى زوال!! عمر القرية تجاوز المائة عام، بالأمس بدأت خطوات تقسيم السودان في نيالا، وتعلمون القصة وأبطالها، حميدتي والحلو وآخرين.. لماذا إنهار الجرف في هذا التوقيت بالذات ؟؟ ولماذا مات كل أهل القرية إلا شخص واحد؟؟ وهل هو الوحيد الموحد بالله؟ وما ذنب بقية أهل القرية حتى الذين لم يبلغوا الحلم منهم؟ لم نسمع بهكذا روايات إلا فى أساطير الأولين.. البلد دي سكنها جن شرير عاتي جبار.. وما هؤلاء الجنجويد، ومعهم الأبالسة المتأسلمين إلا جنودا لشياطين الشر..
ما يحدث بالسودان اليوم هو فعل سريالي جنوني تجاوز حدود المعقول.. سيول وفيضانات مرعبة، وباعوضه مرقطة سوداء شريرة، هي الأخرى جلبت معها حمى الضنك التي قتلت حبيبنا محمد الجزار وآخرون! بلاد بلا ماء ولا دواء، غذاء زيرو والتكايا مدورة، كهرباء زيرو، والبعض قد ترك المساجد والصلاة نفسها.. الذين عادوا للوطن أدبروا مرة أخرى هاربين من الوطن.. (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).
اللوحة لأطفال النزوح يحملون زميلهم المصاب.. هى آخر أعمالى لمعرض الحرب والنزوح الذي قد يقام في مطلع العام القادم بالنرويج

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.