
#ملف_الهدف_الثقافي
حين تقرر سوزان ساراندون، الممثلة الحائزة على الأوسكار، أن تبحر نحو غزة في أسطول “الصمود العالمي” إلى جانب غريتا تونبرغ وممثلين عن أربع وأربعين دولة، فهي لا تبحث عن دور جديد في فيلم، بل تؤكد أن فلسطين هي المسرح الحقيقي لاختبار إنسانيتنا.
الأسطول الذي انطلق في 31 أغسطس هدفه واضح: كسر الحصار الصهيوني المفروض على غزة، والتنبيه إلى المجاعة التي تحصد أرواح المدنيين هناك. هذه ليست المبادرة الأولى، فقد سبق أن حاولت سفن “مادلين” و”حنظلة” كسر الطوق، لكنها حلقة أخرى في سلسلة طويلة تكشف أن هذا الحصار ليس مجرد سياسة، بل جريمة ممنهجة.
ساراندون التي وقفت ضد غزو العراق عام 2003، ورفعت صوتها مرارًا ضد الاحتلال، تنخرط اليوم من موقع الفنانة المبدعة التي تدرك أن مسؤوليتها لا تتوقف عند الشاشة، بل تمتد إلى الدفاع عن الضحايا أينما كانوا. وهنا تكمن خصوصية فلسطين: إنها تجعل الفنان والناشط والأكاديمي طرفًا مباشرًا، لأنها تختصر الصراع بين الحرية والظلم، بين الكرامة والحصار.
فلسطين ليست قضية دين إو وعد إلهي لأي كان، بل مرآة ينعكس عليها ضمير العالم. لهذا يلتقي في هذا الأسطول فنانون وناشطون من قارات مختلفة ليقولوا: غزة ليست وحدها، والجوع المفروض على أطفالها ليس قدرًا. إنها قضية تحشد الخيرين من كل مكان لأنها ببساطة، قضية إنسانية بامتياز.
Leave a Reply